من أنا

صورتي
من مكه المكرمه إنسانه بسيطه أحب الطبيعه والفن الراقي بجميع أشكاله أعشق فن الرسم أحب الهدوء بشكل كبير أحب الرقي أقوم بتأليف الروايات والقصص القصيره وكتابه المقالات التي تناقش حال عالمنا المعاصر

وصرخت لااريد العوده الى المستقبل

 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
هذه القصه اهديها لوالدي ووالدتي رحمهما الله
 
والى كل شاب وشابه ضيعا اجمل لحظات حياتهما وهما بعيد ان عن والديهما
 
 
 
 الجزء الاول .
 
 
 
الهدية الغامضة
 
استيقظت فجراً بنشاط غير معتاد .فرحه.متفائلة تشعر بحب جارف لكل من حولها وبكل شيء تملكه حتى وجهها الجميل اصبح نضراً اكثر نظرت الى وجهها في المرآه بكل جاذبيه ومرح وهمست لنفسها في رقه .ابدو جميله ..حقا إن للسعادة عنوان وبهجة ثم تنهدت في عمق ليتني اظل هكذا اشعر بالسعادة مدى الحياة ..وهتفت وهي مازالت تنظر في المرآه لا عليك يا جميلتي فلتتمتعِ بهذا اليوم الحافل وما انتهت من جملتها الاخيرة حتى سمعته يضحك بسخريته المعتادة
 
قائلا بلهجته الجداوية ..
 
 
 
أشبك صرتي تهرجي نفسك اتجننتي والا ايش؟؟
 
 
 
وتركها ورجع لغرفته يحوقل. وبعد ان كتم البسمة في قلبها كالمعتاد ... دخلت الغرفة وجدته يصفروقد ارتدى بنطال وقميص فتعجبت وسألته في تردد _ اشبك لبست البطالون والقميص
 
رد عليها في خشونة .
 
-انتي مو قعدتي تقوللي ابغي اروح باب مكه علشان اشوف مكان ما كان عايش ابويا في شبابه مع امي في حارة المظلوم ؟.
 
اجابت
 
..ايوه بس ايش دخل هادا في سؤالي دحين؟
 
اجاب بضيق صدر
 
.. لأنه المكان اللي كان أبوكي عايش فيه قبل ثمانين سنه صار اطلال وما صار يسكنه غير التكارين والعبيد وكله وسخ وقمايم وما قدر اروح بالثوب احسن بعدين ينعدم . ما ادري مين اللي دخل في راسك الفكره هادي ؟ايش اللي اروح اشوف المكان اللي عاش فيه ابويا؟
 
ايش ؟خلاص ابوك مات من عشرين سنه وصار روفات هو وأمك
 
..قالت في ألم. .
 
حرام عليك هادا بدل ما تترحم عليهم.
 
.فأجاب بنبره جافه
 
.... نسيتي انه ما كان موافق عليا لما جيت اطلبك للزواج ولولا موته ما كنت أخدتك فاكره ولا مانتي فاكره ياالله الله يرحمه  وخلاص.
 
....صمتت وهي تعي جيداً لما رفض والداها هذا الرجل نعم..فقد كان والداها ذو عقل حكيم ورأي سديد وكان رجل اعمال شهير وشريف لم يقبل المال الحرام في حياته قط وكان يعمل في سوق البلد بجده قد اشتهر بأمانته وحكمته وحبه للخير فكل التجار ومنهم المنافسين له كانوا يحترمونه بشده بسبب صفاته الطيبه ونزاهته الفائقة ورغم انه كان يعيش مأساة مع زوجته التي ظلت مريضه لسنوات عديدة الا انه كان صابرا ومؤمنا ومحتسبا الاجر على الله .. حتى وافاه الاجل
 
صرخ في وجهها عندما لمحها شاردة الذهن.
 
.اشبك كده تنحتي فجأة امشي خلصيني وروحي البسي خلينا نُخلُص من
 
المشوار هادا
 
ووصلا الي هناك ...الي حارة المظلوم
 
وهي متشوقة بشده لرؤية كل شيء يخص والداها الحبيب ولم تنسى ان
 
تأخذ ساعته القديمه فهذه الساعة لها قصه غريبة قد حكاها لها والدها فقد اتي يوما رجلا من بلاد افريقيه الى ابيها وطلب منه معروفا وعندما لبى والداها طلبه وساعده أصر هذا الرجل على اعطاء والدها هذه الساعة  الغريبة الشكل وقال له بان هذه الساعة بها عقرب خفي غير العقربان الاخرين ولها خاصية متميزة هى ان هذا العقرب من الممكن بطريقة ما ان يرجعك الي الماضي إذا حللت تلك الشفرة التي بين العقربين الظاهرين وأخذت هدى تضحك بعفويه
 
وقالت في نفسها تلك اللحظه يا له من افريقي واسع الخيال وقبل وفاه والداها بيوم
 
 
 
 
 
أعطاها الساعة هديه لتحتفظ بها وكأنه كان يريد ان يقول لها شيء ولكنه تردد افاقت من شرودها
 
خرجت من السيارة وظل هو بداخل السيارة
 
فقالت ..ايش في ماراح تتطلع؟
 
أجابها في برورد
 

 
 
 
لاما راح اطلع انا راجع على البيت ولما تخلصي اتصلي عليا ..
 
_
 
قالت في ضيق_طيب ليش؟
 
اجاب .
 
.ما احب هذه الاماكن روحي انتي مري على الاطلال
 
انا اخاف من هادي الاماكن القديمه اخاف كمان من التكارين وما احب السود مع السلامه أرجعلك بعد ساعة
 
وذهب ووقفت حائرة لا تدري ماذا تفعل وأين تذهب وهي مازالت ممسكة بساعة والدها وأثناء ذلك مرت امامها امرأة افريقيه تبدو رثه الثياب وبيديها تحمل كيساً بها بعض من الارز فأوقفتها هدى
 
وأخرجت من حقيبتها بعض من النقود وأعطتها فرفعت المرأة يدها للسماء وأخذت تدعي لهدى بكل صدق من قلبها
 
وواصلت هدى طريقها محتارة فإذا بالمرأة تلاحقها فانتابها الخوف حاولت الجري اوقفتها الافريقية وسألتها بلهجة متكسرة
 
احببت مساعدتك على ماذا تبحثين ؟
 
فأجابت هدى ..في تردد انا با دور على بيت هنا
 
الأفريقية .
 
. أي بيت وبيت من؟
 
بيت ابويا القديم كان يعيش هنا في شبابه وأنا نفسي من زمان اعرف مكان بيته القديم اللي نشأ وأتربى فيه ولكني ما اعرف مكانه وجيت عشان ادور عليه لعل وعسى ألاقيه
 
فقالت الأفريقيه مندهشة
 
كيف يا بنتي ؟ هناك بيوت كثيرة هنا كيف ستعرفين بيت والدك منهم فسكتت هدى برهة ثم اجابت والحيرة تملأها
 
ما اعرف فصاحت الافريقية بعفويه
 
..ولكن انا اعلم كيف تعالى معي أردفت هدى في تردد
 
على فين؟
 
اجابتها الأفريقيه
 
...الى العم ابراهيم
 
ومين هو العم ابراهيم ؟
 
اجابت الأفريقيه انه رجل اثيوبي جاء من اعوام طويلة وهي يعيش هنا ويتكلم اللهجة الحجازيه ويعرف كل شبر وكل بيت هنا وأصحاب البيوت القدامى قبل ان يتركوها ويرحلوا ظهر
 
البشر على وجه هدى وأسرعت الاثنتين الى العم ابراهيم .... وقد كان في هذه اللحظه يشرب الشيشة في أحد المقاهي القديمه
 
في حارة المظلوم  كان رجلا أسود البشره مسناً عملاق وضخم الجثة قد أنحني ظهره وامتلأت قسمات وجهه بالتجاعيد قالت هدى في خوف للأفريقية عندما رأته ..
 
.. أنت متأكدة انه ح يفتكر شى
 
فأجابتها الأفريقيه بعدما نظرت اليها بابتسامه ثقة ..
 
لا تحكمي يا بنتي على شخص دون معرفته تعالي ولا تتردد
 
اقتربت الأفريقيه من العم ابراهيم وكادت ان تسأله ولكن الرجل ما رأى الفتاة حتى هب واقفاً من مكانه واقترب منها بسرعة مما ارعب هدى فأخذت تتراجع في خوف فلما رآها وقف فجاه وقال بحزم وصوت اجش ماداً يديه اعطيني الساعة ...
 
زاد خوف هدى ولكن سألته بحزم
 
أيش تبغى منها هادي ساعتي
 
. ولكن الرجل أصر قائلا بعد ان لمعت عيناه بلمعة غريبة قلقت منها هدي
 
=..اعطيني الساعة انا ما ني حرامي انا راح ارجع لك هيا..
 
وهنا اردفت الأفريقيه العجوز قائله لهدى... اعطه الساعة يا بنتي ولا تخافي أنه رجل شريف
 
 
 
اعطته الساعة وهي خائفة
 
فأخذ منها الساعة بخشونة غير مقصوده وأخذ يتفحصها في اهتمام شديد وفجأة وقد ظهرت على وجهه خيبة امل حاول  اخفاءها قال بعدها.
 
ما أ ستخدمها ابداً .وسألها دون ان يرفع عينيه من الساعة
 
من فين جبتي هادي الساعة؟
 
اجابت متلعثمة من ابويا
 
...
 
فسئل بصبر نافذ.
 
. مين  أبوكي  أيش اسمه يعني ؟ اجابت في قلق
 
 
 
=..عبد الله الشريف .....
 
وهنا هب قائلا.. ابوك مات والا لسه عايش ؟
 
..قالت في نبره حزن
 
=  توفى
 
فرفع الرجل على الفور عينيه و يديه الى السماء وترحم عليه وقال لها .... كان ابوكي رجل طيب يا بنتي خدي الساعة
 
أخذت هدى الساعة واردف قائلاً
 
أي شي تبغيه قوليلي
 
فسألته  بلا تردد انت تعرف ابويا كيف؟
 
وايش اللى خلاك تهتم بالساعة بالشكل هادا
 
وكانت دهشتها مذهله حينما قال..
 
=انا الرجل اللي اعطى ابوك الساعة بعد ما ساعدني في وجود ي في هادا البلد الامين الين دحين
 
جرت عبراتها  وأخذت تبكي بلا وعي وعندما لاحظ الرجل مدى تأثرها اطرق رأسه الى الارض حتى سكتت ثم رفع رأسه ونظر الى الأفريقية نظر اليها خلسة ففهمت انها عليها الذهاب فقالت لهدي وهي تربت على كتفيها في اشفاق على الذهاب يا بنتي فهزت هدى رأسها ممتنة وذهبت المرأة الافريقية وتركت هدى مع الرجل الاثيوبي الغامض وحدهما
 
 
 
 
 
جلس الرجل الاثيوبي العملاق على الاريكة وهو يدخن الشيشة ودون ان ينظر اليها قال وهو يتفحص الساعة
 
انت تعرفي قصه هادي الساعة يعني ابوك قالك عليها ؟
 
فأومأت برأسها بالإيجاب فقال لها .....
 
و أيش  رأيك بالقصة  مصديقاها ؟
 
فسكتت اعاد عليها بنوع من الحده
 
......مصديقاها والا لأ؟
 
 
 
فهزت رأسها بالنفي ؟ فقام واقترب ووضع عينيه في عينيها مما جعلها تحس برهبة حاولت اخفائها عنه ولكنه اقترب منها وهمس بصوته الأجش
 
ليش جيتي اليوم ؟
 
 
 
فقالت وهي تنظر اليه
 
أدور عن بيت ابويا
 
..فاسرع بقوله وهو مازال ينظر اليها ...
 
ما تبغي تشوفي أبوكِ؟
 
فقالت في حسره كيف  ؟ ابويا مات.
 
فأصر قائلا في حده ..
 
ما تبغي تشوفي أبوكي؟
 
وكيف كان يعيش مع امك المريضه وكل شي عنه وعن اخوانك وعن نفسك وأنت صغيره ؟ فقالت في برود
 
طبعا ... قال
 
اتبعيني انا اعرف مكان بيت ابوكي هو دحين مهجورا وما يسكنه الا الطيور
 
لأنه وصاني على ان لا يسكنه احد الين تيجي انت ودوري عليه
 
وتدخليه بنفسك هاتي الساعة اللي في يدك واتبعيني اعطته الساعة
 
وتبعته حتى وصلا ووقف امام بيت بابه من الخشب الزان القوي وبه
 
حلقات من الحديد فتح الباب وما ان فتح الباب حتى هربت الطيور
 
واغروقت عينيها بالدموع فقد شمت رائحة والداها هناك نعم ذاك الباب الخشبي الذي يحمل رائحه والداها انه نوع من عطر المسك المفضل لديه وما بدات تستنشق ذاك العطر حتى وجدت الرجل قد اخرج من جيبه قارورة التي كان يستخدمها والدها وبداخلها المسك فرغت فاها مندهشة فقال لها بقلب ودود
 
امليها كل ما تغلج لتبقى شي منه في المكان .........
 
فتح الباب الذي كان صريره عالي فأطلت برأسها داخل البيت في حذر وكم كانت سعادتها حينما رأت غرفه الكثيرة انها ست غرف يا له من بيت
 
اسرعت بالدخول ولكنه منعها وامسك بمعصمها وقال ...... مو دحين...
 
فصاحت مندهشة .....ليش ؟؟؟
 
فأمرها قائلا
 
خذي الساعة واحلي الشفرة ؟ فقالت في سخريه ..
 
-اية شفره يا عم ابراهيم ؟ انت فاكر اني را ح أ صدق الخرافات هادي وهمت بالدخول ولكن عم ابراهيم غضب وصرخ في وجهها
 
طول عمرك عاصيه ..... مو كفايه اتزوجتي الرجل اللي ابوكى كان رافضه بعد ما مات
 
عاصيه .......
 
وتركها وذهب ولكنها لحقت به بعد ان اصابها الذهول متسائلة كيف عرف بقصة زواجها؟
 
وصاحت متوسلة ...... وقد تشبثت به
 
ارجوك ما تسيبني هنا انا خايفه ادخل البيت لحالي
 
قال آمراً ...... تسمعي اللى اقولك عليه فاهمه؟
 
أومأت برأسها دون تردد
 
قال
 
افتحي الساعة وحركي العقارب للخلف
 
وفعلت وبعدها رأت العقرب الخفي قد ظهر فذهلت
 
قال لها ..صدقتيني يا عاصيه
 
فأمات رأسها وهي خجلة ...
 
قال .حطي ا العقرب الكبير على الرقم 6 وبعدين الرقم 3
 
يعني 36 ففعلت ثم رفعت رأسها مندهشة تنظر اليه في بلاهة
 
فقال ايش في ؟
 
قالت انا عمري ستة وثلاثين .......
 
قال بلا تردد اعرف
 
ايش ؟ كيف عرفت ؟
 
الرجل نسيتي ان الساعه فضلت عندك سنين وعدت عليك سنوات حياتك وانت ماتدري ملتهيه بدنيتك ماشفت دحين لفت بين يدك بسهوله كيف؟
 
في شي مهم لازم تعرفيه انت بس اللي ح تشوفيهم وتسمعيهم هما ماراح يشوفوكي ولايسمعوكي فاهمه يعني مهما حاولتي تتكلمي معهم ماراح يجوبوكي وفي شي تاني ...... الوقت مهم في هاد الموضوع يعني قدامك ثلاث ساعات وترجعي وتخرجي بسرعه والا راح تبقي داخل الزمن الين ما تموتي ولا ح نقدر نخرجك مفهوم؟
 
وأخرج الرجل ساعة صغيره تعلق في الرقبة بسلسال ذهبي قائلا
 
خدي .......السلسلة هادي علقيها في رقبتك الساعة فيها جرس صغير اول ما يدق تخرجي من اول باب تقابليه قدامك ؟ سمعتي
 
هيا ادخلي الباب السادس بسرعة قبل ما الساعة توقف .
 
ولكنها ترددت وهي خائفة هتفت
 
ايش ؟لحالى ؟ انا  خايفة ؟
 
قال بصوته الاجش طبعا لحالك ما يصير ادخل معاكي مين اللى راح يراقب الوقت ويعطيكي الاشارة بالخروج
 
ولكن هدي ملئها الخوف وترددت
 
صرخ........... بسرعة مستنيه ..ايش؟
 
اسرعت بتوتر لتدخل ولكنها أخطئت ودخلت الباب ......... الخامس بدل السادس صرخ الرجل بأعلى صوته اخرجي بسرعة اخرجي بسرعة ....... ولكن قد فات الأوان وأغلق الباب خلفها...........
 
ضرب الرجل جبهته في يأس وقال في اسى ..... يا للمصيبة
 
المشكله ان الباب ده كله لخبطه ايش اسوي دحين
 
......الساع ما تشتغل إلا مره واحده للشخص الواحد بس. الله يهديك .طول عمرك متسرعة وجبانة وجبنك ضيع منك فرص كبيره في حياتك ما في غيران احد يدخل لها
ويكون معمر.......حتى يكون لها رفيقا ويدلها ايش تسوي ...زي ما كانت بتعمل في دنيتها .....لا حول ولا قوة الا بالله وحرك رأسه في اسى وذهب
 
 
 
 
 
الجزء الثاني
 
 
 
جده قديما_
 
وجدت نفسها بعد ان افاقت راقدة في بيت وقد شعرت بدوار عنيف وصداع يكاد ان يكسر رأسها ولكن ما هذا البيت الغريب انه بيت كل شيء فيه من الخشب وليس له باب ؟؟ انها ستاره
 
قامت متثاقلة لتفتح الستاره ولكنها ما ان حاولت فتحها حتى صعقت .......انها خواء حاولت لمس أي شيء الاطباق المتناثرة على الارض
 
وأدوات قديمه لا تعرف حتى اسمها كل شيء ..كل شيء هواء لا ......يلُمس خرجت من بين الستاره كشبح مذهوله اين هي الان ..ما هذا جمال ؟؟؟؟ وحمير وخيول في أي عهد  هي ؟ وجدت شابا يسير ويجر حمار محمل  بأشياء وقد كست وجهه السمره الداكنة من اثر الشمس فسألته .......
 
 
 

 
 
 
 
لو سمحت احنا فين؟
 
 
 
ولكن الرجل تابع سيره ولم ينظر حتى اليها وكأنها غير موجودة
 
 
 
تذكرت انها مجرد شبح ولن يستطيع احد ان يراها او يشعر بها فقررت ان تبحث عن ابيها
 
ولكن اين البيت الذي كانت ..... تذكرت انها اخطئت في الباب وصرخت في منتصف الطريق
 
 
 
يا الله
 
 
 
دون ان يسمعها او يشعر بها احد
 
كيف سوف تجد اباها الان ......
 
وفجأة سمعت صوت عربه تجرها الخيول تأتي
 
من بعيد ويسير امامها اناس كثيرين وعندما اقتربت رأت فوق العربه جثمان لرجل متوفي وبجانبه شاب وقد أغرقت عيناه بالدموع ثم توقفت العربه ونزل الشاب .. كان شابا طويل القامه يقارب الثامنة
 
عشر من عمره وقد امتلأ قلبه حزناً وأسى
 
وسمعت احدهم يقول للشاب الحزين ..... شد حيلك يا ولدي ادعيلوا بالرحمة  يا ولدي ...وبالرغم ان الشاب كان متماسكاً إلا ان الحزن الشديد انهك قواه فوقف متثاقلا لا يدري ما يفعل فزجره احدهم وقد كان رجلاً كبير السن ويبدو انه ذو شأن بين قومه قائلاً له ....اشبك يا عبد الله ابوك كان طول عمره رجل عاش رجل ومات وهو رجل وابغاك تصير زي ابوك تعيش رجل وتموت رجل
 
..... واتجه الرجل الى بقية الرجال وقال لهم آمراً هيا يا رجال اتحركوا ونزلوا جثمان عمكم محمد الله يرحمه ....... وهنا صاحت هدى دون وعي محمد وعبد الله جرت تجاه الشاب ودققت في وجهه فإذ به والداها ولكن في شبابه حاولت تكلمه ولكن .........لم يكن يسمعها او يحس بها ..او حتى يراها حاولت لمسه ولكن للأسف لم تستطع
 
ووقفت حائرة مرتجفة اليدين تتابع ما يحدث في ذهول
 
... اما عن عبد الله ..والدها فقد انزل اباه من ا لعربه والحزن على وجهه ودخلوا به الى المقبرة التي كانت امامهم وبدأ حفر القبر مع الرجال ......فبكت بحرقه مما رأت الاكثر من ذلك انه لا يراها .لا يسمعها .. لا يحس حتى بوجودها
 
 
وفي نفس الوقت اسرع العم إبراهيم وأمر صبياً من اولاده ان يسرع ويحضر الأفريقية في الحال فقد كان عليه ان يتحرك قبل ان تنتهي المده المحدده وعوده هدى ...... وأتت الافريقية متذمرة وما ان رأته حتى سألته قائله ..اين الصبية ؟
 
اجاب بمكر ..هناك وابغاك تدخليلها ..
 
انت الوحيدة اللي تقدر تدلها لأنك دخلتي قبل كده....قالت في تذمر بنبره عاميه
 
..مره تانيه يا ابراهيم الله ينتقم منك
 
انا ما قلت لك انا ما راح ادخل للماضي تاني
 
بيقلب عليا المواجع وبيفكرني بشبابي وبأيام
 
كانت جميله انت مو وعدتني انك ما تطلب مني
 
 
 
اساعد احد بعد كده
 
.قال العم ابراهيم مقاطعا
 
ما شاء الله أشبو لسانك انقلب وصرتي تتكلمي زي ا هل البلد
 
قالت ملوحة بيديها سيبك من لساني اللى انقلب وقولى
قال معتذرا
والله مو بيدي بس أيش اسوي مضطر البنت دخلت الباب الخامس بالخطأ ..
 وهنا صرخت الأفريقيه بذعر .....
 
ايش ايش قلت ؟ هادي مصيبة ايش دخلها من هادا الباب ؟؟ هادا كله لخبطه ومصايب وهم ما ينلم،
 
وبعدين انت تبغاني ادخله لا يا بويا مالي صلاح بهادا الباب كفايه دخلته مره وشفت الويل هادا كله اموات وكله احزان وهم ونكد وكمان احس فيه بأني جني بيطير في الهوا ما قدر ألمس شي والعالم اللي هناك تخش من جواي كده مره وحده ..(وأشارت على بطنها)
 
ضحك العم ابراهيم وقال في خبث
 
يا حرمه أشبك؟ عليا انا هادا الكلام ؟ مو انتي اللى كنتي تبغي تدخلي وكنتي راح تسلمي على يدي عشان ادخلك تشوفي حبيب القلب .......
 
اجابت العجوز في غضب
 
 
 
استحي على شيبتك يا رجاّل عيب ا لكلام هادا
 
.واستطرد ت في حسره ....يا ريتني ما شفته ولا عرفت اللي عرفته .. قال الرجل محاولا تهدئتها
 
بس خلاص اللي صار صار المهم دحين
 
البنت هادي محتاجاكي تساعديها تلاقيها دحين تايهه ومتلخبطه
 
..قاطعته ..
 
.. انت ايش تبغي دحين؟ ايش اسوي بالضبط ؟
 
.قال في نبرة عطف
 
=طول عمره قلبك طيب .ابغاك تخرجيها من الباب الخامس للباب السادس بس من جوا .... وانتي عارفه الباقي طبعا ...
 
.=.اجابت في ضيق مستسلمة ...
 عارفه وأمري لله افتح الباب ...
 
.وأمسكت العجوز الساعة وأدارتها على الرقم 99 على عدد سنين عمرها وفتح عم ابراهيم الباب وهو يقول مداعبا
 
-عجزتي ياحرمه وأخذ يضحك
نظرت اليه في غيظ وأخذت تتمتم بكلمات غاضبه غير مفهومه ودخلت مسرعة الى الباب الخامس واُغْلق الباب على الفور .....رجع عم ابراهيم الى بيته واتجه صوب غرفته وفتح خزانة الملابس ووقف امامها برهة ثم أخرج ساعة ثانيه مطابقة تماما لساعة هدى وفتحها ووضعها امامه وقال لنفسه هادي اخر
 ساعة عندي يا تري مين يستحقها ؟؟
 
وقفت امام المقبرة ومشاعر كثيرة تجتاح كيانها الخوف من المجهول والإشتياق الى لمس أبيها والحزن الشديد الذي اجتاح قلبها عندما رأت أباها يبكي أباه المتوفي  وفجأة ... وجدت صبي يجري وكأنه في العاشرة متجهاً الى المقبرة يصرخ باكياً أبويا أبويا حاولت الاقتراب منه .. ولكنه... تخللها ,فصرخت مذعورة مرتعبة واضعة يدها على وجهها ثم هدأت وأزالت يدها في بطئ ناظرة تجاه المقبرة وجدت اباها يحتضن الصبي فأيقنت على الفور ان ذاك الصبي كان .....عمها الوحيد ويبدو انه علم للتو بموت أبيه وأثناء ذهولها أحست بيد تربت على كتفيها فصرخت خوفا والتفتت وعلامات الرعب
 
على محياها ولكن سرعان ما تحول الخوف الى فرح وهتفت حين رأت العجوز الأفريقيه خلفها
 
انت انت ودون شعور منها ضمتها ولأول مره منذ ان دخلت الى هنا تشعر بالراحة والاطمئنان
 
ابتسمت الإفريقيه وأخبرتها بأنها هنا لمساعدتها
 
وأمسكت براحتيها ورحلا من امام المقبرة وقفت الأفريقيه وهدى امام باب احدى المنازل القديمه
 
وهنا نظرت الإفريقيه الى هدى بنظره جادة وقالت بنبره فيها نوع من التحذير اتعلمين انني دخلت هنا منذ سنين لأري حبيب لي فقدته واكتشفت انه مات مقتولا عندما دخلت الى هنا
 
 
 
ورايته وهو يدفن من قبل قاتله حتى لا تكتشف جريمته وبكيت ورأيت قاتله ولم استطع حتى أن
 
أسأله لماذا قتله لأن .....كل شيء هواء كما ترين
 
المصيبة اني اعرف قاتله حق المعرفه وهذه هي
 
الطامة التي جعلتني اعيش بقية حياتي حزينة
 
فقالت هدى في لهفة ......
 
=مين يا خالة ؟؟
 
أطرقت العجوز الافريقية رأسها وأجابت بنبره خافته حزينة
 
أبي
 
هتفت هدى مذهولة
 
ما ني قادرة اصدق اللي بأ سمعه مستحيل
 
ايش السبب؟
 
اجابتها ..هذه قصة طويلة سوف ترينها وسترين مواقف مؤلمه اثناء مرورك الى الباب السادس ولابد ان تريها حتى تستطيعين دخول الباب السادس سوف تعرفين هناك الطيب من الخبيث وسوف ترين تاريخ كل من يعيش حولك.... لذلك احذرك بالتماسك والصبر وتحمل الألم بشجاعة
 
لأنك سوف ترين مواقف بشعة وماض مؤلم وستعرفين كل من عاشرتهم في حياتك على حقيقتهم وأشياء لم تخطر لكي على بال
 
أتفقنا.. اجابت هدى وقلبها يخفق بشده .....اتفقنا وقامتا لدخول المنزل الغريب من خلال الباب ,,,,,
 
وأول شيء رأته البيت الذي تربت فيه فأخذت تتأمل كل ركن فيه بشغف وأشتياق شديد ثم وقعت عيناها على مشهد ظهر امامها فجأة
 
رأت خالتها تجلس على اريكتها كالمعتاد ولكنها شاردة الذهن وكأن امرا ما يشغلها
 
 
 
وفجأة وقفت واتجهت الى مطبخ بالزاوية وسحبت مدقه الثوم وهوت به على رأس امرأة
 
فوجئت هدى من هذا المشهد وصرخت من شده الفزع لكن سرعان ما تماسكت وحاولت ان تعرف من هذه المرأة اقتربت من المرأة المصابه ووجدتها مازالت تتنفس يا ترى من ؟
 
ودققت في ملامح المرأة فإذ ا بها ....... والدتها في شبابها ..... صدمت وكادت تصرخ ولكن ......كل شيء حولها ... تبخر وجاء مشهد آخر وخالتها تصرخ .
 
أختي وقعت من على الدرجه...... وكل العائله أباها وأخوتها الصغار يصرخون ...امي طاحت امي طاحت ... وتبخر المنظر مره أخرى وجاء منظر آخر الخاله تسحب اختها الوحيدة الى الدرج .. لتوهم الجميع بأن الحادثه قضاء وقدر ومشهد أخير والدتها راقدة في الفراش مشلولة
 
ثم ساد سكوت تام وهدوء ....جلست هدى متألمة مصدومة فزعه...
 
 
 
اوقفتها العجوز وأشارت الى صور ابيها التي كانت معلقه على جدار الغرفه دون ان تنطق بكلمه ثم جاء المشهد من داخل الصوره ...... الخاله .
 
....عبد الله انا أحبك من زمان اختي ما عادت تصلح لك طلقها يا عبد الله وأتزوجني انا راح أكون خدامه تحت رجليك ....
 
وانطفأت الصوره فجأة
 
وعرفت هدى سبب شلل والدتها الحقيقي والتي ظن الجميع ان وقوعها من على الدرج كان هو السبب وعرفت ايضا سر جريمة خالتها التى ارتكبتها في حق أختها لم تصدق وأصيبت بدوار من هول ما رأت أمعقول ؟  خالتها التي كانت تحبها وتعتبرها مكان امها ايعقل؟
 
خطت هدى والأفريقية المكان ولكن وقفت هدى وسئلت
 
وأنا فين كنت ؟؟ اشارت لها العجوز بأن تصبر وتبعتا سيرهما داخل
 
دهليز ولكنه واسع جدا وأثناء السير ظهر امامهما مشهد أخر وبدأ التوتر على وجه هدي حينما رأت
 
أخاها المتوفى وقد كان يدعى خالد
 
 
 
 
 
واقفاً يبكي  بحرقة شديدة ويصرخ بصوت مبحوح.. انا برئ انا ما قتلتها صدقوني
 
 
 
 

وأتى مجموعه من الرجال وكأنهم عسكر وقاموا بالقبض عليه  وقادوه بعنف ووضعوا الأغلال في يده وقدميه وأودعوه السجن وانطفأ المشهد وظهر مشهد آخر وهو في ساحة القصاص وتقطع عنقه بيد السياف ثم تبخر المشهد سئلت هدى في  ذعر شديد الأفريقيه
 
....أخويا قتل مين؟ اشارت العجوز الى جمله كتبت على جدار الدهليز
 
خالد برئ من دم صديقه حسن وسارت الاثنين وقد بدأت تشعر هدى بإعياء شديد  من هول ما رأت حتى وصلتا الي نهاية الدهليز
 
 
 
 
 
 
 
 
 
كانت تمشي في تثاقل ووهن وقلبها يعتصر ألماً وفزعاً وحزناً ...ألتفتت إلى المرأة الأفريقيه قائلة في وهن ..... أبغى اخرج من هنا
 
فأطرقت المرأة العجوز رأسها قائلة في أسف بالغ .
 
والله يا ابنتى لا أعلم ما أقوله لك .....لكن.. الخروج من هنا ليس بهذه السهوله التي تتوقعينها
 
نظرت الفتاه الى العجوز في قلق قائله وقد تسارعت دقات قلبها
 
 
 
....ايش تقصدي؟؟
 
اجابتها الأفريقية العجوز بإشفاق
 
لابد ان نمر خلال باب .... وصمتت العجوز برهة ثم واصلت حديثها في وجل خلال باب..... حياه زوجك..الماضيه قبل ان يتزوجك
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 
ثم بعدها بإمكانك تتابعي سيرك او تخرجي نهائيا من هذا العصر.
 

 
 
 
.أما الان فليس لك خيار وللأسف لن أستطيع ان أكون معكي لأن ما سوف تشاهدينه لا ينبغي ان يراه أحد غيرك البيوت أسرار يا بنتي
 
....صمتت هدى وهى فى حالة من الحيرة والألم
 
والخوف وظلت تنظر حولها في وجل وخوف
 
أوصلت العجوز الفتاه الى الغرفه ووقفا امامها
 
وأردفت العجوز
 
الان ستعرفين لما رفض والدك هذا الرجل ...... أدخلى
 
ترددت الفتاه وقد تملكها الرعب الشديد ولا تعلم ...لما.ولكن كان لابد من الدخول .........ودخلت وهي تقدم قدم وتأخر الأخرى ونبضات قلبها تتسارع .... المكان شبه مظلم ورائحته كريهة منتنة وبدأت الرؤية تظهر شيئاً .ويا هول ما رأت
 
غرفة تعذيب ؟؟؟ فتيات عاريات ؟؟ و مكممات ؟؟
 
جميع الضحايا نساء وفتيات قد مزقت اجسادهن من شدة التعذيب بعضهن فتيات في سن الزهور و هيكل لشخص ما هناك سرا الرعب في جسدها واتجهت تجاه الباب مسرعة حاولت فتحه والخروج ولكن الباب لم يُفتح صرخت بكل قوتها ولكن لا مجيب التفتت في رعب عند سماعها صوت طفل صرخ ثم تلت صرخته المرعبه بكاء ممزوج بصراخ مرعب وهو ينظر الى جدران القبو المليئة بصور ضحايا   أخريات تم تعذيبهن بصور مختلفة ثم جر الطفل وكأنه في التاسعة من عمره نحو احداهن يبدو أنها أمه ولكنها ترجوه أن يبتعد عنها ويخرج من هذا المكان ولا يعود إليه ولكنه يصرخ بحرقه
 
إليه ولكنه يصرخ بحرقه
 
لأ يا أمي سيبيني أفك يدك ونهرب من أبوي ليش هو بيسوي فيك كده ؟
 
ولكن المرأة قالت بصوت واهن من شدة التعذيب
 
.....اخرج قبل مايجي ويشوفك بسرعة .
 
 
 
الولد في ألم ممزوج ببكاء شديد انا أكره ابويا أكره ابويا
 
ابويا مجرم ......... وسكت الطفل برهة ثم علا صراخه حينما ايقن ان أمه ...... فارقت الحياة ثم ..أظلمت الدنيا من حولها زاد هلعها وأرادت ان تعرف من هذا الطفل ....وجاءت الإجابة حينما رجع الضوء تدرجياً ووجدت غرفة التعذيب اختفت والصبي كبر وبانت ملامحه كان شاباً يافعاً ذو وجه وسيم جذاب بدرجه كبيره ولكن برغم من وسامته إلا ان وجهه كان جامدا بلا  تعبير ..
 
... اقتربت منه في هدوء مصحوبا بحذر وأيقنت بعدها انه زوجها
 
ولكنه لا يراها ولا يسمعها .......... كان شارد الذهن و فتح باباً ظهر امامها فجأة ودخل منه وأحضر كيساً اسود ووضع جثه رجلاً وكأنه عذب ومات من شده التعذيب داخل الكيس وسحب الكيس وأخذ معولاً وبدأ بحفر حفره في الارض ووضع الكيس
 
داخلها ونثر عليها التراب وكل ذلك ووجهه جامداً بلا ملامح وكأنه تمثال من الشمع ولكن كانت عبرات عينيه تسيل بلا توقف على وجنتيه ثم أنطفأ المشهد وعاد تدرجياً لترى زوجها وهو في العشرون من عمره يهرب من مصح نفسي
 
دون إكمال علاجه والمشهد الاخير كان زوجها في نفس القبو ولكنه ...كان هو الجلاد يتلذذ بتعذيب ضحاياه بشتى أنواع التعذيب ...... ونطفأ كل شيء أمامها وقفت منهارة لهول ما رأت هذا زوجها هذا حبيبها هذا كل حياتها الان عرفت لما كان يحب بكائها لماذا كان يتلذذ بتعذيب مشاعرها لما  كلما قتل طيرا من طيور المنزل يشعر بالسعادة  لما كان يحب رؤية الدم يسيل من أي كائن حي أمامه ولماذا
 
كان ..أباها غير راض عن ارتباطهما .
 
...لقد كان شابا وسيم الوجه ولكنه مريض القلب .....وبعدها فًتح الباب ودخلت منه العجوز لتكملا مسيرتهما نحو ,,,,,,,,,,, حياتها ..
 
دخلت الأفريقية العجوز وهي مشفقة على الفتاه مما رأت وأخرجتها
 
وحاولت تهدئتها ثم
 
 
تابعتا سيرهما حتى كان الوصول الى الباب السادس
 
 
 

 
 
 
وقفت الفتاه والعجوز امام الباب وهنا اخبرتها العجوز انه يجب ان تاخذ قسطا من الراحه لكي
 
تستطيع استعاده هدوءها قليلا وجلستا على اريكة قديمه وضعت بطريقه مهمله بجانب الباب التفتت الفتاه الى العجوز وقالت في اعياء ......... ابغي اعرف قصتك..
 
.......
 
اجابتها العجوز بحسره الايكفي ما عرفتيه ؟.... اجابت مصره
 
ا بغى اعرف ليش ابوك قتل الرجاّل اللي كنت تحبيه ؟ ......... تنهدت المرأةالافريقيه وقدبدت علامات الحزن في عينيها وسكتت قليلا ثم قالت
 
تبدا قصتي منذ تزوج ابي أمي كانا يحبان بعضهما بعنف شديد حب تتحدث عنهالدنيا ويضرب به المثل في قريتنا الصغيره وفي يوم اكتشف ابي ان امي مريضه بمرض فيرحمها وهي حبلى بي واخبرها الطبيب بضرورة اسقاط الجنين
 
ولكن امي رفضت وأصرت على ابقاء الجنين وفعلا امي ماتت اثناء ولادتي........وعندما كبرت خاف ابي من تزويجي فرفض رجالا كثيرين حتى لا يصيبني نفس المرض الذي اصاب امي ومر عامان وتقدم لى شابا أحببته ولكن كان رفض أبي قاطعاً فاتفقت انا وهو على الهرب وصمتت العجوز محاولها خفاء دمعه فرت من عينيها
 
ثم واصلت واكتشف أبي الأمر فما كان منه ان حبسني فيالمنزل ثم .... قام بخطفه وقتله وكما رايت ....قام بدفنه
 
دون علمي وهربت وبحثت عنه ولكني لم أجده رجعت وظننت انه تخلى عني وعندما مات أبي جئت الى هنا في بلاد الحرمين وقابلت العم ابراهيم وحكيت له ما حدث معي فأشار على ان ادخل الى الماضي عن طريق الساعة وهناك اكتشفت وعرفت الحقيقة التي عذبتني
 
وعملت خادمه في قصور الملوك عدة أعوم وفي قصور الامراء حتى اصبحت عجوز ولم أستطع مواكبة العمل أصبحت كما ترين اقتات من الصدقات ......... تنهدت العجوز وأخذت بيد
 
هدى وقامتا وقفت هدى والعجوز أمام الباب وقالت اخيرا سوف ترين والدك تنهدت هدى بعمق ...... وفتحت الباب ........انه منزلها فصاحت بفرحه غامره
 
بيتنا بيت أبويا ودخلت مسرعه إلى الصالة وأول ما رأت غرفتها أسرعت إليها ودخلتها على عجل
 
فرحه ورأت أغراضها وسريرها أيام طفولتها وأثوابها وخزانتها وسريرها ايضا وهي كبيره و.... مرآتها
 
وزادت فرحتها عندما استطاعت لمس كل شيء حولها فصاحت بفرح غامر موجهه نظرها للعجوز
 
شوفي يا خالة بالمس كل شي بيدي
 
ضحكت العجوز وقد أومأت برأسها ايجاباً وفجأة سمعت هدى صوت والداها وهو يناديا ولادة ويناديها فرحت وجرت الى الصالة ورأته .... وكأنه دخل من باب الشقه اسرعت نحوه تريد احتضانه اشتاقت إليه كثيرا ولكن......... وفجأة تسمرت قدمها على الأرض وكأنها شلت .. ذهلت وأحست بذعر شديد ونظرت الى العجوز مستنجدة ولكن العجوز لم ترعها اهتماما بل ظلت تحدق بها في برود حاولت هدى تحريك قدميها دون جدوى صرخت في وجه العجوز بغضب
 
اشبك بطالعي في كده ساعديني مانتي شايفاني ماني قادرة اتحرك ابغى اروح لا بويا بسرعة .... نظرت اليها العجوز بسخرية ..........
 
انتي لا تريدين..... اجابت هدي باستغراب انا ما ابغى .؟............ سكتت هدي عندما رأت أخوتها يلتفون حول أبيهم وهي ليست بينهم وهو يضحك تعجبت وسئلت .......... فين انا ليش مانيبينهم؟؟؟
 
قالت لها العجوز بنظرة عتاب
 
انظري خلفك ......... نظرت هدى خلفها الى داخل غرفتها وجدت نفسها أمام مرآتها .....لم تلبي نداء أبيها بل واصلت اهتمامها بنفسها امام المرآه التي طالما لم ترى فيها
 
غير نفسها
 
 
 
 
 
 
 
وأختفى المشهد في ثانيه ثم ظهر مره أخري وهى فتاه يافعة ولكنها مازالت في غرفتها بمفردها تعيش حياتها بكل أنانيه
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
وصاحت باكية للعجوز الله يخليك أتصرفي سوي شي انا مشتاقة لابويا كتير ........
 
ولكن العجوز قالت في حده
 
.=. الأموات لا يستطيع أحد لمسهم
 
 صرخت الفتاه بقهر باكية
 
........رجلى فكي رجلى ..... وعلا صراخها وهي تنادى أباها بقلب مكلوم حزين مكسور بصوت مبحوح.من شده الصراخ..... الله يخليك يا أبوي رد عليا .. كلمني انا بنتك هدى ارجوك كلمه وحده بس لمسه ابغى المسك لمسه  طيب الله يخليك    طالع فيا.....
 
وتعالى صراخها تتأوه بقلب محروق و أسى ولكن ........الاموات لا يسمعون ولا يتكلمون لم يسمعها اباها ولم يراها ايضاً حاولت ان تحرك قدميها انه على مسافة بسيطة منها ولكنها لم تستطع حاولت مد يدها ولكن دون فائدة ......وهنا اقتربت العجوز بأسف وأخبرتها ان عليهما الذهاب فالوقت يداهمهما ......قالت وهي تصرخ باكية الله يخليك خليني اترمي في أحضانه ....ولكن ما كان من العجوز غيران شدتها من يديها قائله فات الوقت انت أضعت فرص كثيرة في حياتك يا بنيتي وأضعت لحظات جميله كانت بين يديك ...فات الوقت....... وهنا بدأ كل شيء يختفي بسرعة البرق..... مرآتها..... وأشيائها ....وغرفتها.. ثم بدأت الصالة تختفي ايضاً و إخوانها الأربع و....أباها وهي مازلت تصرخ ...تصرخ بعنف أبويا أنا محتجالك ....أبويا .........
 
 
 
لا ...لا......لا.......
 
.انا ما أبغى ارجع للمستقبل انا ابغى أجلس  هنا معاك .. معاكم كلكم أخواني
 
انا ما ابغى ارجع. للمستقبل......وحاولت تحريك قدمها وتعالي بكائها
 
انا صرت وحيده بعد ما رحتم عني
 
انا صرت وحيده بعد ما رحتم عني
 
انا ما ابغي ارجع للمستقبل
 
وبدأ كل شيء يتلاشى حولها تدرجيا وأظلمت الدنيا وساد سكوت إلا من صراخها وبدأت انفاسها تضيق تدرجياً حتى كادت تختنق
 
وفجأة ....
 
 
 
 
 
فتحت عينيها
 
 
 
 
 
ووجدته أمامها
 
هدى هدى هدى
 
وجدت اباها يوقظها من نومها وهو فزعاً
 
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هدى أشبك
 
يا بنتي اصحي هذا كابوس ولا أيش بسم الله عليك هدى
 
فتحت عينيها هدى انه مجرد كابوس
 
قامت من مكانها وأخذت تنظر اليه وهي تتنفس برعب
 
 واحتضنت اباها وقبلته بشده و أخذت تنظر حولها في رعب ...
 
هتفت بعينين جاحظتين من الخوف
 
 كابوس كابوس  فظيع
 
الحمد لله انه مجرد كابوس واحتضنته ثانيا وهنا أحست بحنانه فمنذ سنين وهي لم تذق هذا الحنان وتعلم انها السبب في ذلك
 
........نعم تعلم انها كانت أنانيه
 
جعلت حياتها داخل قوقعه  بمفردها حرمت نفسها من لحظات جميله كان من الممكن ان تتقاسمها مع عائلتها
 
هاهو والدها يدخل فزعا عليها
 
ووالدتها التى كانت تأمل ان تغير من حياتها يوما وتشعر بالمسؤولية
 
وأخيها خالد الذي طالما حاول ان يثبت محبته لها دون جدوى
 
وإخوانها الاربع
 
وخالتها المعاقة ذهنيا والتى كانت تخجل من اعاقتها امام صديقاتها كلهم الان امامها والوقت لم يحن للفراق بعد
 
وهنا التفتت هدى الى أبيها الذي تعجب من حنانها المفاجئ
 
وأخذت يده تقبلها بلهفة
 
لكم كانت تتهم ابيها بالتعصب وانه لا يفهم أفكارها ولا يحترم شخصيتها
 
كان يجب عليها ان تفهم ان الدنيا لا تعطي الفرصه اكثر من مره
 
وتساءلت لو انها فقدت اسرتها فجاه كيف كانت ستعيش في هذه الحياة بمفردها
 
وتجمعت الاسرة في صالة المنزل حول مائدة الطعام وكانت معهم لأول مره منذ شهور
 
والتفتت ووجدت الابتسامة والراحة تملأ أعين الموجودين
 
كانت تتأملهم فردا  فردا وكأنها لم ترهم منذ سنوات
 
ثم التفتت الى والدها قائلة بنبرة اقتناع
 
انا اقتنعت برأيك يا ابويا بشأن
 
فيصل ما هو الشخص المناسب لى
 
نظر الاب متعجبا من تغيرها المفاجيء ولم يعلق
 
وهنا
 
دخلت الخادمه الأفريقيه والتي كانت تعمل لديهم منذ سنوات
 
حاملة صينيه الشاي ووضعتها على الطاولة وهي تبتسم لهدى وقد
 
تدلى من رقبتها سلسله لساعة قديمه والتي كانت تراها هدى لأول مره
 
انتهت