من أنا

صورتي
من مكه المكرمه إنسانه بسيطه أحب الطبيعه والفن الراقي بجميع أشكاله أعشق فن الرسم أحب الهدوء بشكل كبير أحب الرقي أقوم بتأليف الروايات والقصص القصيره وكتابه المقالات التي تناقش حال عالمنا المعاصر

رواية أرض الخطايا

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى القراء الأعزاء يسرني أن أقدم لكم روايتي الجديده واتمنى أن تحوز على إعجابكم واحب أن أوضح أن هذه الرواية من تأليفي ولست مسئولة عن أي تشابه بينها وبين أية رواية أو فليما يكون قد عرض على شاشات السينما يوما ما وشكرا لكم




أرض الخطايا

تأليف مرفت محمد








الخطايا تأليف كراميل



الجزء الأول

1-


- 1-
إختفاء البروفيسور رامز علام

نشرت الصحف العالمية خبرا هز الأوساط العلمية في مختلف العالم عن إختفاء العالم المشهور البروفيسور رامز علام وقد أحدث الخبر ضجة اعلامية كبيرة
تناولها الإعلام بكل وسائله وقد تولى الإعلام العالمي الحديث عن آخر إختراعات الدكتور رامز الباهرة التي كانت حديث مراكز البحوث العلمية في الدول المتقدمة ومن أبرزها إختراعه المشهور (مرآة العين )....وهو جهاز يقوم بفحص العين شهريا ومن خلاله من الممكن إكتشاف الفيروسات الضاره التي تصيب العين منذ بداية نشئتها والتي تسبب لها العمى المفاجيء وكيفية علاجها وأسباب الوقاية منها
كما أنه يقوم بعلاج المياه الزرقاء والبيضاء حتى في حالاتها المتقدمة دون اللجوء لأي عملية جراحيه في أقل من ساعة
و تناول الإعلام الحديث عن إختفاء الدكتور رامز علام منذ شهرين حيث لا تعلم عائلته أين أختفى البروفيسور ولا سبب إختفائه ..
كانت الآنسة مدلين علام أبنه البروفيسور تتابع نشرات الأخبار وهي في حيرة من أمرها لا تدري ما الذي يجب عليها فعله فقد تسرعت والداتها السيدة فاتن الحكيم بإبلاغ الشرطة رغم تحذيرها من مغبة ذلك ولكن يبدو أن قلق السيدة فاتن كان أقوى مما كانت تتصوره الآنسة مدلين ورغم إتهام السيدة فاتن إبنتها مدلين بعدم مبالاتها لتأخر والداها حتى هذا الوقت عن رجوعه فقد كان القلق بدأ يتسرب لقلب الفتاة بصورة جدية وقامت على فورها وبدأت في حزم حقائبها للخروج هي ووالدتها من المنزل
وقفت السيدة فاتن مندهشة لما تفعله فهتفت
= ماذا تفعلين ؟
ردت مدلين بصوت جدي وهي تجمع حاجياتها
= لابد من الخروج فورا أنا وأنت من هنا وبسرعة قبل أن يأتوا
ردت الأم في تعجب من تصرف الفتاة
=نخرج من بيتنا وقبل أن يأتوا من هم ؟
ردت مدلين في سرعة وبصبر نافذ
= الصحفيون ....... لن يدعونا بسلام لن نهنأ بالراحة بعد هذا البلاغ الذي قدمتيه للشرطة لقد انتشر الخبر في وسائل الإعلام إنتشار النار في الهشيم علينا الخروج من هنا قبل وصولهم
ردت السيدة فاتن وقد ساورها القلق من كلام الآنسة مدلين
= حسنا أين سنذهب إذن ؟؟؟؟
وقفت الفتاة ورمقت والدتها بنظرة طويلة وهي مفكرة ثم اسرعت بقولها
= إلى معمل أبي سوف نجلس هناك بعض الوقت حتى تهدأ الدنيا كلها ثم نعود
أرجوك ساعديني بسرعة احضري بعض الطعام من المعلبات والماء والعصير وقطع الصابون وبعض مستلزماتنا الضرورية تكفينا لمدة أسبوعين على الأقل
فلن نستطيع الخروج للشارع طول هذه المدة لا تنسي المذياع احضريه لو سمحت
أمسكت السيدة فاتن بذراع مدلين في صرامة قائلة بعد أن ركزت في عينيها

=أسبوعين إذن أنت تعلمين أين يتواجد أباك وتخفين عني أليس كذلك؟
قالت وهي تحاول مدلين الهروب من نظرات والدتها
= أمي ليس لدينا وقت الآن للحوار لنرحل ثم نتحدث لاحقا

وخلال نصف ساعة كانتا الاثنتين قد غادرتا الفيلا هربا من الصحفيون والإعلاميين الذين قد تجمهروا حول فيلا الدكتور رامز بعد مغادرة الإثنتين قابعين هناك ينتظرون خروج او دخول أي شخص منها لتنهال عليه أسئلتهم التي تروي ظمئهم الصحفي
كانت الآنسة مدلين شابة في الثلاثين من عمرها تحمل شهادة الدكتوراه في نفس تخصص والدها الدكتور رامز في علم البيلوجيا (علم الأحياء ) وعلم السوماتولوجيا وهو علم (الجسد البشري) كانت زراعه الأيمن لكونه مثلها الأعلى في كل ما يخص حياتها كانت بئر اسراره ولم يكن هذا غريبا مع ذكاء الآنسة مدلين الشديد وحسن تصرفها في كل أمور حياتها وشخصيتها القوية وحسن تدبيراها وعقلها الراجح ونفسها القويمة فقد أستمدت هذه الصفات من والدها غير جمالها فهو الوحيد الذي ورثته عن أمها فهي تتمتع بجمال آسر تهفو له القلوب ويداعب أجفان العيون ورغم انها كانت قصيرة القامة بعض الشيء ولكن ذلك لم يكن يؤثر في جمالها ابدا فعينيها العسليتين وشعرها المائل للذهبي ووجها الدائري يبدو كالقمر
وبما انها كانت تعتبر الجمال شيء ثانوي في الحياة وأن هناك امور يجب ان تأخذ نصيبها من الإهتمام لذلك كانت أغلب حياتها
تقضيها في المعمل مع والدها جنب الى جنب تتعلم كل صغيرة وكبيرة في إبحاثه وإختراعاته التي كانت تنم بها أول بأول وتحفظها سريعا عن ظهر قلب لتخدم به البشريه

مما ساعدها في أن تكون الثنائي الثاني بجانب البروفيسور علام ولكنها كانت تحرص دائما أن تكون خلف الكواليس بعيدة كل البعد عن الإعلام والشهرة
فهي بجانب كل هذا حاصلة على شهادة اللغات السبع غير شهادة الثقة التامة من والداها في عقلها الراجح وبعد نظرها وذكائها الحاد
كانت السيدة فاتن ناقمة بشدة على ما يدور حولها من أحداث فهي طوال عشرتها مع الدكتور رامز تعتبر نفسها ضحية لانشغاله بأبحاثه وتعتبر أنها قد دفنت شبابها بيديها معه فهو رجل لا يهتم ألا بأبحاثه وعمله الذي لا ينتهي وما زالت تتساءل
كيف استطاعت أن تصبر على هذه الحياة طوال تلك السنوات وفوق هذا كانت
تعتبره السبب الرئيسي في بقاء ابنته الوحيدة بلا زواج حتى وصولها لسن الثلاثين ليدفنها بين طيات أبحاثه التي لاتهمها في شيء فهى تريد لأبنتها الجميلة زوجا يراعيها قبل أن تدفن تحت الثرى وتخاف أن يمر بها العمر ويزول شبابها ويعافها الرجال وأخذت تردد جملتها المعتادة
=يبدو انك سوف تضيعين عمرك هباء كما فعلت أنا

ولكن لم يكن الدكتور رامز عاتبا عليها يوما بسبب أحاديثها هذه فقد بات معتاد عليها ويعلم انه كان مقصرا في تعامله مع زوجته وشريكة حياته بسبب انشغاله بأبحاثه ومخترعاته ولكن العلم الذي كان يسري في شرايينه كان في نظره فوق كل شيء أما الآنسة مدلين فقد كانت تقوم بمجارة أمها لتهدئتها في كل مرة يتقدم لها شابا وترفضه بأنه ليس الشخص المناسب وأنها لابد سوف تتزوج يوما وتنجب لها أحفادا أيضا والحقيقة أن الآنسه مدلين كانت تنتظر بشغف من يستطيع أن يملك قلبها

كانت خيبه الأمل واضحة على وجه مدلين والسيدة فاتن بعد إكتشافهما عدم وجود سلة الأطعمه والمشروبات من بين الحقائب وظنت كل منهما أن الأخرى قد حملتها معها للسيارة وبدا القلق على السيدة فاتن فهى مريضة بداء السكر ولا تستطيع تحمل الجوع وعدم الأكل لفترة طويلة ربما يسبب لها نوبة سكر عالية فأسرعت مدلين تهرول إلى السيارة باحثة عن سلة الطعام ولكنها لم تجدها ومما زاد من الطينة بله
أن إبر الأنسولين أيضا لم تكن موجودة .... مما جعل الأنسه مدلين تقرر الرجوع ثانيا للفيلا لكي تأتي بالدواء والطعام
وحين وصولها أوقفت سيارتها بعيدا عن الفيلا و أقتربت بحذر لتجد أكثر من عشر صحفيون معسكرون أمام البوابة الخارجية فتسللت من البوابة الخلفية في هدوء لتجد بعضهم قد نام أمام باب الفيلا نفسها غضبت قائلة في نفسها
= كم أكره الصحافة والصحفيون لن يتركونا وشأننا فضوليون بشكل مؤذي
وبعد برهة تفكير قررت الدخول من شباك خلفي قديم للمطبخ الذي كسر قفله منذ فترة
قصيرة بسبب تهالكه متسللة كاللصوص كي تحضر السلة والدواء وتخرج ....وحدث بالفعل
وعند خروجها من نفس المكان وبكل حذر وهدوء محاولة عدم إصدار أي صوت
حتى لا يشعر بوجودها هؤلاء الصحفيون فألقت بالسلة من الشباك ثم قامت بإخراج قدميها
الأولي ثم الثانية وقفزت وبعدها تسمرت مكانها عندما سمعت من يقول
=يبدو أن اليوم حافل من بدايته .......أيتها .....اللصة الحسناء
الفصل الثاني (المأزق الكبير
- 2-
تسمرت مكانها ورفعت رأسها لتجد شابا طويل القامة ذا شعر أسود فاحم وعينين زرقاء اللون أبيض البشرة يقف أمامها وقد تدلى من عنقه كاميرا تصوير ويمسك في يديه شيء ما لم تعلم ما هو وأثناء تفحصها هذا سمعته يقترب من السلة وظل يخرج ما بداخلها قائلا بسخرية
= حسنا جدا يبدو أن لصتنا الحسناء لا يعجبها غير طعام العالم المبجل رامز علام
لم تعلق الفتاة وظلت تنظر إليه في صمت من أثر المفاجأة
تابع الشاب قائلا
= تفاح ..... بعض الخبز والمعلبات أوه أنها سمك التون وبعض الفاكهة
ثم أطلق ضحكة وقال بعدها
= حسنا أيضا ....يبدو انك لصة أرستقراطيه إذن ......لا تسرقين أي طعام
وتختارين ما يزيد من جمالك ونضارة بشرتك
سحبت منه ما كان يحمله ووضعته في السلة بعنف وقالت في غيظ مكبوت
= ليس هذا من شأنك واتركني بحالي
وحاولت الذهاب ولكنه سحبها من يدها وقال مغازلا
أيتها اللصة الشهية .....حسنا جدا لا أستطيع تركك هكذا قبل أن أسلمك للشرطة وآخذ صورة لي للذكرى .....يا للخسارة أن يقبع هذا الجمال داخل السجون من أجل التفاح وعلب التون ولكن هذه سنة الحياة .....يجب أن يأخذ المذنبون حظهم من العقاب حتى لو كن فتيات جميلات مثلك
حاولت أن تسحب يديها وهي تهمس في غيظ
= إياك أن تأخذ لي صورة أفهمت ؟
رد ساخرا وهو يضحك
= هل تخشين أن آخذ لك صورة ولا تخشين أن أبلغ عنك
هدأت من نفسها بعد أن علمت أنه صحفي ولن يتركها حتى يقيم الدنيا ويقعدها
فقالت بهدوء وهي تنفض عن نفسها غبار الذي علق بها أثناء قفزتها على الأرض
= أسمع أيها الشاب ......انا لست لصة أنني مدلين أبنة الدكتور رامز علام
أطلق الشاب ضحكة عاليه مما أضطر بان تضع مدلين يدها بقوة على فمه لكي لا يسمعه زملائه ويأتون خلفه
أصمت أيها الغبي سوف تفضحنا لا أريد أن يأتي أحد هنا
فجأة صمت الشاب وهو ينظر في عينيها وكأنه استكان لهذا الوضع
حتى تنبهت وأزالت يدها وهي محرجة قائلة في غضب
=أنت شاب مستهتر ......ماذا تريد ؟أتركني وشأني قلت لك أنا ابنة السيد رامز علام لما الضحك بهذه الطريقة السوقية
فقال وهو يركز عينيه بعينيها
= ولما تخرج أبنة السيد رامز من الشباك بدل من خروجها من الباب وأيضا تأخذ سلة طعام في يديها هل تقومين بجولة حول المنزل لإحساسك بالملل مثلا ؟
= أشتعلت الفتاة غضبا وقالت في غيظ
= كف عن استهزائك مني وألا ألقيت بك خارج المنزل
= نحن خارجة آنستي
ارتبكت الفتاة وهو ينظر لها وكأن الوضع بينهما كان يروق له
فجأة لاحظت الفتاة الشاب وقد بدأ يقترب منها وفي عينية نظرة أقلقتها وقبل أن تجري سحبها بقوة وضمها وقبل أن تصفعه سمعت صوت شباك قد وقع زجاجه وتهشم بالقرب منها تماما تسمرت قدميها وهي تنظر إلى الزجاج في فزع وظلت فترة لكي تفيق من الصدمة
فقال الشاب ساخرا وقد راق له الوضع
=حسنا جدا يبدو انه راق لك وضعنا هكذا أنني محظوظ اليوم إذن
تنبهت الفتاة إلى أنها مازالت بين أحضانه فابتعدت على الفور
قالت بغيظ
لا أعلم أشكرك على معروفك أم أصفعك بسبب وقاحتك؟
وسحبت السلة وقبل أن تذهب أمسك بذراعها قائلا
إلى أين ؟ هل تظنين أنني سأتركك هكذا هيا أثبتي لي أنك أبنة السيد رامز فانا لا اصدق أثبتي وإلا فالشرطة ستكون بانتظارك عزيزني الجميلة
=أرجوك دعني أذهب وسوف أعطيك مئة دولار ما رأيك بهذا ؟
صاح الشاب بطريقة مسرحية
= أراك بدأت تتوسلين يا للعار وأيضا تريدين إعطائي رشوة يا لك من شريرة
حسنا جدا لا يكفيني المبلغ أريد شيئا هاما بجانبه وإلا
قالت والغيظ يأكلها من الداخل
= ماذا تريد هيا لنخلص من هذا الآن أف
= حسنا أريد ............. قبلة صغيرة هل تسمحين لي بها ولا أريد المئة دولار فما رأيك
=أنت شاب كريه ومستهتر وانتهازي
رد ببرود مصطنع ........
= هناك صفة سيئة لك أيضا تشتمين الناس
= لن أعطيك شيئا أيها الانتهازي وافعل ما تريد تبا لك
حسنا ....وبدأ الشاب يصرخ
النجدة وجدت لصة حسناء في منزل السيد رامز هيا يا أصدقائي سبق صحفي
صرخت في وجهه فزعة
=اسكت أسكت أرجوك ماذا تريد ؟
= حسنا أرافقك حيث تذهبين واعلم من أنت ومن أين أتيت واريد أثبات أن السيد رامز لديه أبنة بهذا الجمال الفاتن ويخفيها عنا ماذا قلتي ؟
أسرعت الفتاة بلا تردد وسحبت الشاب وجرت تجاه السيارة ودخلا وانطلقت بسرعة البرق قبل أن يصل إليها الصحفيون الذين سمعوا صوت صديقهم بالنداء
******************************************
الفصل الثالث
الضيف الثقيل
2
= حسنا جدا لقد طلبت منك إحضار الدواء والطعام وليس رجل وسيما ليقيم بيننا هنا ......من هذا؟
هكذا هتفت السيدة فاتن عندما رأت الفتاة واقفة أمامها متسخة الثياب وشعرها أشعث
ووجها ملطخ وبجانبها شاب يحمل سلة الطعام طويل القامة وسيم الملامح آثار الفضول تطل من عينيه وهو يبحلق في كل ركن بالمعمل بكل فضول
=أنه .......صحفي
ردت السيدة فاتن متعجبة من هذا الموقف الغريب
= صحفي .....لم نهرب من الصحفيين صباحا حتى تعودي لي بواحد منهم مساء أليس الأمر غريبا بعض الشيء ؟
لم تتمالك مدلين نفسها من الغضب وقالت
= نعم ......ولكن تعلق في هذا الفضولي كحشرة البق
لم يبالي الشاب بكلام الفتاة وقال بلطف بعد أن سحب يد السيد فاتن برقة
وقبلها وقال بجاذبية
تشرفت بك سيدتي اعرفك بنفسي
= جمال وجدي صحفي بجريدة روز الأمريكية
ردت السيدة فاتن وقد أعجبها لطفه
أنت عربي مثلنا إذن ....من أين أنت ؟
رد .....= من بلد السيد رامز من ......دمشق وأنا من المعجبين به كثيرا سيدتي
ردت السيدة فاتن
= رائع جدا ......ورمقت مدلين بنظرة سريعة ثم تابعت
= تبدو لطيفا يا بني لما إذن هذا المنظر الذي أراه هل تعاركت أنت وابنتي قبل الحضور إلى هنا؟
قاطعتها مدلين بأدب
= أطمئني يا أمي سوف يذهب على الفور على ما أظن يا سيد كمال وجدي
قاطعها بطريقة مستفزة
جمال أسمي .... جمال وجدي
ردت بصبر نافذ
=حسنا اعتذر على هذا الخطأ الفادح ........أتمنى أن ترحل على الفور نحن سيدتين بمفردنا هنا وأنت شرقي مثلنا وليس معنى اننا في أمريكا أن ننسى عاداتنا وتقاليدنا العربيه لذلك أطلب منك الرحيل وعليك بالإجابة هيا تصبح على خير
وقبل أن ينطق الشاب هتفت السيدة فاتن التي تأثرت من لطف الشاب ووجدته صيدا ثمينا كعريس لأبنتها
عيب عليك يا مدلين هذا ضيف عندنا أتركيه يرتاح قليلا يشرب شيء ساخنا في هذا البرد اهكذا تعلمت من أباك ؟ تفضل يا بني أسترح وأخبرني عما حدث ...وانتي أذهبي للمطبخ إن كان هناك مطبخا هنا واحضري كوبين من الشاي الساخن واعطني الإنسولين أم نسيت دوائي أيضا ؟
نظر الشاب لمدلين بتشفي وهو يدقق النظر بها في استفزاز
كادت الفتاة تنفجر غيظا من نظراته ولكنها قالت قبل أن تذهب
= إياك ثم إياك أن تصور شيئا هنا سوف يكون مصير كميراتك هذه الكسر ثم الرمي لأقرب صندوق للنفايات ............ثم ذهبت
انتهت الليلة وبات الشاب في غرفة صغيرة كان يرتاح بها السيد رامز أما مدلين فقد كان القلق قد أخذ منها كل مأخذ تجاه هذا الشاب فقد بدا لها أنه ليس هينا وتصرفاته أقلقتها فاضطرت لسرقة الكاميرا ودسها خوفا من تصوير أي شيء وهي نائمة كما أنها لم تكتفي بذلك وقامت بإغلاق باب الغرفة عليه بالمفتاح لأخذ الحيطة منه وانتهت الليلة الأولى الصعبة وقامت في الصباح الباكر وتوجهت على الفور إلى منزل صديق السيد رامز العالم المصري علاء مختار فهو الوحيد الذي يستطيع الوقوف بجانبها في هذا الظرف الخطير غياب والدها كل هذه المدة أقلقها كثيرا
والموقف زاد خطورة بانتشار خبر غيابه وذاك الصحفي الفضولي
الأمور تزداد تعقيدا ولكن عندما فتح لها الباب ونظرت في وجهه وجدت
نظراته لا تبشر بأي خير لقد كان منزعجا ودعاها للدخول بسرعة وتوجه بصمت
داخل معمله الخاص وهي خلفه فوجدت جميع أصدقاء الدكتور رامز من علماء وأساتذة كبار مجتمعين ووجوههم متمعرة ومتغيرة والقلق والإضطراب بادي عليهم
وهم مجتمعين على جهاز التواصل الذي بينهم وبين الدكتور الذي ذهب في مهمة علمية خطرة مجازفا من اجل العلم زاد الخوف والقلق على وجه مدلين
أسرعت تسئل دكتور علاء في قلق وخوف شديد
هل أتصل بك ؟ هل حدث مكروه لأبي ؟
فأطرق السيد علاء رأسه وقال في أسف شديد .......والهم ظاهرا على محياه

=لم يستمع لرجائي وتوسلاتي ........لقد ........دخل في المحيط الأطلنطي
أنه الآن .........داخل مثلث برمودا أنني آسف جدا لهذا الخبر يا ابنتي لقد خدعنا اباك جميعا لكي يصل لما يريد .......
صعقت الفتاة وقد هالها ما سمعته لقد .......أسرعت وخطفت الجهاز من أحد المهندسين القابعين يراقب تحركات قارب الدكتور رامز وأصبحت تناديه ولكن
لا مجيب .......ولا مستمع فانهارت باكيا ثم أغشي عليها


أنتظرونا قريبا

أرض الخطايا
الجزء الثاني
1
( من حياة لحياة أخرى)
الخطايا تأليف كراميل
كان يطرق الباب بعصبية صارخا
= أيتها الفتاة الشريرة أين ذهبتِ ؟هل سأظل هنا مدى الحياة ؟ ماذا تنوين فعله في ؟ يجب أن أذهب للعمل
استيقظت السيدة فاتن على صوت الشاب وقد جاوزت الساعة الحادية عشر ظهرا فقامت مسرعة لكي ترى ما يحدث خارجا فوجدت الباب وقد أوصد على الشاب فأسرعت وقامت بالاتصال بالفتاة على هاتفها ولكنها وجدت الهاتف المحمول مغلقا اتجهت تجاه الباب ولكنها ترددت هل تخرجه أم لا وقفت برهة ثم قررت عدم إطلاق سراحه وادعت بأن المفتاح مع مدلين
صرخ الشاب مغتاظا بقوله
= سوف أخنق أبنتك على الفور بمجرد أن تقع عيني على رقبتها الجميلة تلك
= هتفت السيدة فاتن بعد أن كتمت ضحكة كادت ان تخرج منها
=أصمت أيها الشاب أو كن لطيفا كالبارحة حتى لا أضطر لتركك مسجونا طوال اليوم هيا ....قم وأحكي لي قصة من قصصكم الصحفية فأنا اشعر بالملل هيا ..
كاد الشاب ينفجر من الغيظ وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة
حاول الشاب أن يتوسل للسيدة فاتن لتفتح له الباب ولكنها أردفت
=حسنا ربما أخرجك بعد أن تخبرني أولا
كم عمرك ؟
= سبعة وثلاثون عاما
هل أنت متزوج ولديك أبناء أم أنك أعزب ولديك مشاكل ماليه تمنعك من الزواج هيا ......قل بسرعة
رد الشاب بصبر نافذ
= لا لا لا لست متزوجا
قالت الأم ببرود وهي تحتسي القهوة وقد جلست على أريكة أمام الباب
= انت فقير إذن؟
= لا لست فقيرا .......الويل لي لما هذه الأسئلة كلها هل أنا في مكتبا للشئون الاجتماعية ؟
= أصمت أيها الشاب وكن مهذبا معي وإلا .....
إذن لما لم تتزوج هيا أخبرني هل تحب العبث مع الفتيات وإشغال قلوبهن وتعذيبها ؟
= لا لأني أجد الفتيات تافهات وفارغات العقول وشريرات مثل أبنتك الشريرة هذه
تذمرت السيدة فاتن وقالت متصنعة الغضب
= هكذا إذن حسنا أبقى معلقا هنا حتى تعود أيها الماكر
هيا ......أحكي لي قصة مشوقة حتى تعود وتفك أسرك
أخذ الشاب يقرع الباب ويصرخ والسيدة فاتن تهتف ببرود شديد وهي تحتسي القهوة
= .....مسكين فقد عقله .......العصبية داء مؤذي
وفي نفس الوقت في بيت الدكتور علاء مختار
كانت السيدة سميحة زوجة الدكتور علاء تحاول أن تهدئ من روع الفتاة بينما جلس الأربعة
الدكتور علاء مختار دكتور مخ وأعصاب
والدكتور جلال عوني طبيب نفسي
المهندس المخترع السيد كمال كيوان
الحاصل على براءة اختراع لقارب يسير بجاهز يتحكم به عن بعد يحاولون إيجاد حل لمحاولة إرجاع البروفيسور رامز علام أو إيجاده
وبالرغم أنه تم صنع هذا القارب بعد جهد دام خمس
سنوات وله العديد من الابتكارات التي تساعد قائده على التحكم به بكل سهولة أثناء العواصف البحرية الشديدة التي تؤدي أحيانا لغرق السفن كلف من الجهد والمال الشيء الكثير ولولا أصحاب النفوذ من الأثرياء المهتمين بتطور العلم لما أكتمل هذا المشروع ولكن كان باقي أمر واحد وهو تجربته بالسفر به ........لقد صنع هذا القارب لأمر خطير وهام ومن السرية التامة الشيء الكثير,ولكن لم يجرؤ أي شخص على تجربة هذا القارب حتى الآن ......وعندما أفاقت مدلين من صدمتها
قامت وهي في قمة غضبها وطلبت تفسيرا واضحا من هذه المجموعة لما حدث لأباها فرد الدكتور المصري عوني قائلا في آسى
= لقد خدعنا كلنا آنستي لم يكن هذا الفعل من ضمن الاتفاق أنت تعلمين جيدا أنه طلب الذهاب لتجربته فقط على إحدى الجزر ولكنه غير اتجاهه إلى مثلث برمودا
قالت مدلين وهي في حاله تذكر
= نعم كان مهتما به لأقصى حد وكان يتابع الحوادث والأخبار التي ترد من شانه ويسجلها جميعا
وكان يتوق للذهاب إلى هناك لمعرفة أسرار هذا المكان
لقد فهمت الآن
أجهشت مدلين بالبكاء فأمسكها الدكتور علاء من كتفها
= مدلين ليس هذا وقت البكاء يجب أن تكوني هادئة بقدر المستطاع سوف نقوم بتقديم بلاغا عما حدث يجب أن يرسلوا من يبحث عنه أرجعي الآن إلى منزلك وسوف نقوم نحن بعمل اللازم يجب أن نرسل إختاراً للحكومة الأمريكية أنت تعلمين جيدا كم هي مهتمة بالبروفيسور رامز
أما المهندس كمال سوف يظل أمام الجهاز فهو الوحيد الذي يستطيع أن يفهم أية إشارة من الممكن أن تدلنا على شيء
ورجعت مدلين وهي في وضع سيء وعندما اقتربت من المعمل حاولت أن تتماسك لكي لا تعلم والدتها بالأمر وحاولت رسم الابتسامة على شفتيها ودخلت
وأول شيء تذكرته حينما رأت والدتها بجوار باب غرفة الاستراحة التي كان يرتاح فيها الدكتور رامز هو الصحفي جمال أسرعت تجري وفتحت الباب وما أن فتحته حتى أسرع يصرخ قائلا
=أين كنت أيتها الشريرة لقد كدت أموت من الجوع والعطش هل كنت تقومين بمحاولة سرقة منزل جديد؟
ولكن الفتاة كانت تقف متسمرة شاردة الذهن وهي تلتفت لمحتوى الغرفة من أثاث وكتب وأوراق فهي لا تكاد تستوعب ما الذي من الممكن أن يكون حدث لأباها ولا أيضا لما يحدث حولها
ولم تنتبه حتى للوم الشاب وغضبه ولا لنظرات القلق والتسائل التي كان في عين السيدة فاتن تجاه أبنتها أنها شاردة الذهن ولا تستطيع أن ترى ممن هم حولها وبعد فترة لم يشعر الاثنين اللذان يراقبان الفتاة في تسائل عما ألم بها ألا والفتاة قد أغشي عليها ........
الفصل الثاني

( العاصفة ) 2

الخطايا تأليف كراميل

كانت خيبة الأمل مرتسمة على وجه الدكتور علاء مختار بعد أن رفضت الحكومة الأمريكية إرسال أية طائرة للبحث عن العالم بحجة أن عملية البحث عن البروفيسور عملية خطيرة وسوف تكلفهم أرواح طاقم البحث بعد أن علموا بذهاب الدكتور إلى هناك ومما زاد الطينة بلة أنها وجهت اتهاما للدكتور علاء مختار والطاقم الذين معه بالمسئولية الكاملة على اختفاء البروفيسور وأنه كان يجب على الطاقم اختار مركز البحوث العالمية والحكومة الأمريكية باتخاذ خطوة خطرة مثل القيام بتجربة مثل هذه على أراضيها وكل ما ستقوم فعله الآن هو التحقيق في الحادثة والتأكد من صحة هذا البلاغ على حد زعمها وأنهم ليس لديهم يدا في حادثة الإختفاء هذه
وإرسال طاقم متكامل من المحققين والعلماء الأمريكيين
الذين أزعجهم هذا الأمر والتوجه لفيلا الدكتور علاء مختار وتفتيشه تفتيشا دقيقا والتحقيق فيما حدث مع جميع الطاقم وفيما بينهم ..........أبنته .الآنسة مدلين رامز علام
أسرع الدكتور علاء قبل صدور أية تعليمات من الممكن أن تكون ضده أو ضد طاقمه العلمي وتوجه لبيته واستدعى المهندس كمال كيوان مخترع القارب والدكتور جلال عوني كما أمر باستدعاء عماد إسماعيل المسئول عن القارب الاحتياطي وهو النسخة الثانية للقارب الأول
والذي تقوم مهمته بتتبع القارب الأول إذا ضاع أو ضل طريقه وإعطاء إشارة في المكان المتواجد فيه
وتم عمل اجتماع مغلق واستمر الاجتماع ثلاث ساعات
قرر خلالها الجميع مابين معارض ومؤيد للفكرة بالبحث عن السيد رامز بأنفسهم بالهروب من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تيقن العالم المصري علاء مختار أن الحكومة الأمريكية أتتها الفرصة لكي تشكك في نواياهم لتستولي على أبحاثهم العلمية وتصفيتهم إذا لزم الأمر كما فعلت في علماء وضباط مصريين في السنوات الماضية وانساب التهم الباطلة لبعضهم لتشكك في نزاهتهم ودليل ذلك الضغوط التي تعرض لها المهندس السوري العبقري كمال كيوان
لكي يبيع اختراعه وفكرته بثلاث مليون دولار وكان الرفض سببا في تعرضه للتهديد ومحاولات القتل على يد مجهولين مما أضطره لإخفاء النسخة الثانية من القارب
المراقب لكي يبقى على حياته لحين خروجه من الأراضي الأمريكية ولولا حصول السيد رامز على الجنسية الأمريكية لكان الآن يتعرض لنفس الضغوط ونفس الصعوبات وفي خلال ساعات قرر الجميع
إرسال عائلاتهم إلى بلادهم في خلال الأربعة وعشرين ساعة القادمة السيد المهندس كمال كيوان أرسل عائلته إلى دمشق والسيد علاء مختار كذلك أما السيد جلال عوني فقد أرسل أخاه الأصغر إلى مصر ليبقى مع والدته
وكذلك أرسل عماد إسماعيل التونسي الجنسية عائلته لتونس
كان الموقف لا يتحمل وجود عائلتهم وخاصة بعد قرار عملية البحث عن الدكتور رامز التي ربما تكون رحلة بلا ...............عودة
حاولت السيدة فاتن أن تعرف ما حدث لإبنتها بعد أن قام الصحفي جمال بإفاقتها ولكن اتصال الدكتور علاء مختار جاء كالصاعقة عليها بعد أن أخبرها بأن مدلين مطلوبة للتحقيق في أمر إختفاء الدكتور رامز وخاصة بعد البلاغ الذي قدم عن طريق والدتها واختفائهم بعدها لمكان مجهول ....
شعرت مدلين بالإقتراب خطر يهدد أبحاث البروفيسور في غيابه فقامت وأسرعت
بجمع كل ما يخص ابحاث البروفيسور وملفاته المهمة التي بها أسراره واختراعاته وكل ما يهتم به العالم ووضعتها في حقيبة وقامت بدفنها في منتصف الليل في حفرة تحت الأرض حتى لايستطيع الوصول لها فئة تشكل خطرا عليها
واستعدت مدلين لمواجهة أخطر مرحلة تمر في حياتها وهو البحث عن والدها ومحاولة إرجاعه

أنتظرونا قريبا

أرض الخطايا
الجزء الثالث
الهروب إلى المجهول

الخطايا تأليف كراميل
في تمام الساعة التاسعة صباحا وصل استدعاء من
هيئة الشرطة الفيدرالية إف بي آي للآنسة مدلين
ووالدتها السيدة فاتن لمقر المكتب الفليدرالي وقد كانت السيدة فاتن تعاني من حالة عصبية شديدة بعد تأكدها
لحادثة البروفيسور رامز وبدأ التحقيق مع الاثنتين وبعد ثلاث ساعات قرر المكتب إخلاء سبيلهما
وعدم مغادرة البلاد لأي سبب كان حتى يستكمل التحقيق ورجعت مدلين والسيدة فاتن ليجدا المنزل وقد تعرض لمحاولة
اقتحام أيقنت مدلين بعدها أن هناك من حاول العبث لسرقة أبحاث الدكتور رامز لأنه لم يسرق من البيت أي مقتنيات أو حاجياتهم الثمينة كانت مدلين في حالة من الإرهاق الشديدة حاولت النوم ولكن قبل أن تغفو سمعت والدتها تحاول الاستغاثة أسرعت لتجد والدتها في حالة أزمة السكر وبعد اتصالها بالطبيب لم يسعفها الوقت .......وتوفيت السيدة فاتن بعد تأثرها الشديد من اختفاء زوجها والتي كانت على إثرها أصيبت بنوبة السكر التي أودت بحياتها ومر يومان على الحادثة الثانية
جعلت مدلين تأجل أيه محاوله للبحث .....ولكن
في تمام الساعة الثالثة بعد منتصف الليل سمعت مدلين
طرقا على باب الشقة قامت في حالة قلق لتجد الدكتور
علاء مختار وبجانبه الشاب الصحفي جمال كانا في حالة من الترقب والقلق الشديد
= دكتور علاء ؟
قاطعها قبل أن تكمل ....بعد أن دخل هو وجمال وأغلقا الباب في سرعة
=لقد علمت من مصدر لي بأن الحكومة الأمريكية أمرت باعتقالنا وسينفذ أمر الاعتقال الساعة العاشرة صباحا أمامك ساعة فقط
لكي نستطيع أن نرحل من هنا خذي كل ما تتوقعين أنه سينفعك في رحلتنا سوف نرجعك لسوريا
قبل أن يعمم قرار الاعتقال ولكن هل جواز سفرك ما زال مجددا؟........
تسمرت مدلين وهي تنظر مباشرة لعينيه
=من قال أنني أريد الرجوع ؟ لقد قررت مسبقا بأن أذهب للبحث عنه ولقد حان وقت ذهابي
فوجيء الدكتور علاء من جملة مدلين الأخيرة وقبل أن يتكلم أسرع جمال بقوله
= أعلم مسبقا أنك فتاة بك مس من الجنون
أردف الدكتور علاء في ذهول
تبحثين ؟ مدلين صدقيني ليس هناك وقت لمناقشات سخيفة كهذه
أجابت مدلين في إصرار
= لم يعد لي أحد في هذا العالم غير الأمل الذي سيرجع والدي يجب أن أبحث عنه حتى لو كلفني هذا حياتي
رد الدكتور علاء في حده
= ولكننا مسئولين عن اختفائه ونحن هنا لكي نحفظ سلامتك حتى عودته وليس رميك إلى التهلكة هل تعلمين
مدى خطورة قرارك هذا معناها موتك ؟
نحن ذاهبون وربما لا نعود أيضا تلك الجزر قريبه من مثلث برمودا وأنت تعلمين ما هو مثلث برمودا
ردت مدلين غاضبه والدموع تنهمر من عينيها قهرا
= نعم تضحون من أجله بحياتكم بينما أبنته تجلس هنا تنوح على غيابه لا تنسى أنني كنت معكم في تحمل مسئوليه غيابه وكنت منذ يومين يحقق معي من اجل هذا
سوف أذهب للبحث عنه معكم ولا يهمني الموت الذي تتحدثون عنه ألا تتذكرون حال زوجاتكم حينما رحلن بدونكم ......الست أنا المسئولة عن كل هذا معكم ؟
ويجب أن ادفع ثمن موافقتي على رحلته اللعينة وتردد صدى صوتها في أرجاء الفيلا حين نطقت بآخر كلمتين ........رحلته اللعينة .......
كان الموقف لا يحتمل مناقشات أكثر وفي خلال ساعتين
كانت الفتاة قد جمعت ما يلزمها من ضروريات في حقيبة بينما كان الدكتور علاء والصحفي جمال ينتظرونها وهم في حيرة من اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة
ولم يسعفهم الوقت أبدا لعقد أي جلسة لكي يستشيرون
فيها بقية طاقم الرحلة كان الوقت يداهمهم
وبعد نزول الفتاة من الطابق العلوي اتجهت نحو الصحفي جمال وأشارت إليه موجهة كلامها للدكتور علاء
= لما هذا الصحفي معك هنا دكتور علاء؟
سكت الاثنين برهة ثم أجاب الدكتور علاء
= لقد كان معنا طوال الفترة التي مرت
= ألا تخشى أن يبلغ عنا ؟ أنه صحفي والصحفيين لا أمان لهم يفعلون أي شيء مقابل سبق صحفي ينالون من وراءه الكثير
رد جمال ملوحا في غضب
ماذا تقصدين أيتها الفتاه؟
قاطعه الدكتور علاء
= مدلين صدقيني لم أثق فيه إلا بعد أن تأكدت من حسن نواياه ثم ....
قاطعه جمال في غيظ
= لقد طردت من عملي بسببك عندما قمتي بسجني
يوما كاملا في تلك الغرفة اللعينة ثم وقفت بجانبك وقفة رجل بعد موت والدتك أم نسيت؟
=أجابت ببرود ...هذا لا يكفي لكي تثبت حسن نواياك
رد الشاب في غيظ
= وماذا تريدينني أن أفعل إذن ؟
ثم أتجه الشاب وهو يشرح للدكتور علاء كيف قامت بسجنه ولم ينتبه للإبرة التي غرزت في ذراعه وبعد ها
ذهب الشاب في سبات عميق بعد أن وقع مغشيا عليه
= صاح الدكتور علاء بعد أن ركع ليتفحصه
لما حقنتيه مدلين أنت تفعلين أمورا خطيرة هذه الأيام
ماذا سنفعل الآن معه؟
قالت مدلين وهي مسرعة تسحب سلكا من احد الأدراج
= أسرع يا دكتور علاء لربطه حتى نستطيع حمله
= ماذا ؟؟ حمله ؟ هل جننت ماذا تنوين فعله مدلين
وأسرع يقبض يديها بشده وأوقفها
= ما بك ؟ تتصرفين هكذا اشرحي لي ماذا تنوين فعله
هل.....تريدين قتله ؟؟؟
صرخت بصوت مكتوم
= لا ......أريد ...................أخذه معنا أنه الحل الوحيد لكي يبقى سرنا معنا وهذا يعرف عنا الكثير
أنه مغترب هنا بمفرده وليس لديه من يخاف عليه
ولن تتركه السلطات الأمريكية وشئنه حتى يخبرهم بما يريدون
وهو من فعل بنفسه كل هذا
حينما تطفل علينا طوال هذه المدة .......هذا قدره إذن
وقف الدكتور علاء ينظر للفتى الملقى على الأرض بعد أن ترك معصم الفتاة وبعدها أسرعا ليكملا ربطه .....
وبعد نصف ساعة كان الجميع في المخبأ الذي يوجد بداخله القارب المراقب الذي سوف يحمل الطاقم المكون من ست أشخاص لرحلة لا يعلمون مداها رحلة ربما لا يعودون منها .......رحلة إلى المجهول

2
الليلة الأولي
كان يشعر بالدوار الشديد حينما أفاق وبعد فترة ليست طويلة بدأ يرفس بقدميه ويحاول فك قيده بكل ما يستطيع من قوة وبعد يأس بدأ يصيح في عصبية
= أين أنا ماذا فعلتم بي هل من أحد هناك ؟؟؟
أيتها الفتاة الشيطانه أنت الفاعلة ؟ أنت من قيدتني ....نعم .....انت الفاعلة .......أين أنا؟
دخلت مدلين كبينته وهي تزمجر
= يالك من مزعج لقد سببت لي صداعا بصراخك هذا
وما أن رآها الشاب حتى زاد صياحه
= فكي قيدي أيتها الشريرة أنت لست سهلة ابدا .......أين أنا ؟
وأخذ يتلفت حوله بعصبية حتى أيقن أنه .......في القارب
= أيتها الشريرة هل قمتي بخطفي
ردت بكل برود وبصوت يملئه الشماتة
= نعم ......فعلت ....ألا تريد أن تفوز بسبق صحفي
حققت لك أمنيتك سوف تكتب عن رحلتنا ليقرأها العالم
سكت الشاب وهو ينظر اليها مصدوما مذهولا
أقتربت مدلين ........
=أعذرني عزيزي أنت من فعلت هذا بنفسك بسبب تطفلك
صرخ بحنق وغضب جنوني وهو يرفس بقدميه
فكي قيدي كي أقتلك .......أرجعيني حيث كنت
لما فعلت هذا ؟
= ببرود قالت مدلين ......انت تعلم عنا الكثير يا عزيزي قلت لك ذلك مسبقا
= أنت تأخذيني معكم إلى موت محقق كلكم أغبياء
لا تفكرون ولا تعقلون تظنون أنكم عائدون من هذا المثلث اللعين ولكني لست غبيا مثلكم
أريد أن أرجع أين الدكتور علاء ؟ هل أشترك معك في هذه الجريمة؟
سوف تدفعون ثمن فعلتكم حين أعود سوف أقاضيكم جميعا ...........هذا إن عدنا .........
= دخل الدكتور علاء وهو في حالة من الأسف لما يجري بادره الشاب في غضب
= اشتركتما معا في خطفي لمجرد إني علمت بخطتكم ما الفرق بينكم وبين المافيا أيها الوحوش
أقترب الدكتور بهدوء وعيناه ملئها الحزن وقال
= عذرا مدلين هل من الممكن تتركينا بمفردنا قليلا أريد أن أتحدث معه
خرجت مدلين وهي تنظر للشاب في ازدراء
أقترب الدكتور من الشاب وفك قيده من يديه وقدميه
ورفعه على كرسيا واحضر الآخر ووضعه مقابله وأطرق رأسه في حزن وأسف قائلا
= أعلم أن أسفي واعتذاري لك لن يفيدك ولن يكون سلواك أبدا.....ولن يعيدك أبدا للبر ....ولكن هناك طريقة وضعناها لكي تستطيع أن ترجع بمفردك الآن
لقد اقتربنا من أحدى الجزر القريبة من المكسيك سوف ننزلك هناك ومعك كل ما يكفيك من طعام وملابس حتى تستطيع الرجوع لأمريكا وسوف تصل هناك بكل سهوله فأراضيها لا تكاد تخلى من سفن السياح
هدأ الشاب بعد سماعه لهذا الكلام وقال في سخرية
= هل نظرة الحزن هذه التي أراها في عينيك تعبر عن ندمك الشديد لهذه الرحلة الغبية لما لا ترجعون إذن مازال الوقت أمامكم
أبتسم الدكتور علاء مختار وقال
= هذه النظرة الحزينة ليس ندما بل حزنا عليك أنت
أجاب الفتي في قلق =أنا .....لما ؟
= لمن ستعود ؟ وليس لك عائلة بعد تعيش معها
.....لمن ستعود ؟للسلطات الأمريكية التي سوف تنهال عليك تعذيبا
نفسيا وسجنا كي تقر بما تعرف ولن تصدقك حتما إن أخبرتها .أتعلم لما ؟ لأنها لن تصدق أن هناك من يستطيع أن يضحي بحياته من أجل البحث عن صديق عمره فهم قساة لا يؤمنون بهذا يعبدون الحياة والمادة والمال
هم ليسوا من ديننا ولن يفهموا أننا نؤمن بالقضاء والقدر الإلهي وأننا نتوكل على خالقنا لا يعلمون أن مازال هناك من العرب المسلمين أبطال وفرسان وعلماء أذكياء يجمعهم دين عظيم علمهم هذا الدين كيف يكونوا رجال متعلمون وأقوياء فرسان لا يهابون الموت
ويسعون لهدف واحد وهو إعلام العالم بأن هناك دين عظيم أسمه الإسلام يوحد الصفوف ويقوى العزيمة
و آخى بين من ينتسبون إليه يأمر بالعلم والمعرفة والتضحية من أجل هذا لقد ذهب رامز علام من أجل هذا وهو يعلم أنه ربما لا يعود ولكن توكله وإيمانه بالله كان حافزا قويا لكي يعلم العالم بأنه عاش من أجل العلم وسيموت كذلك....من أجل العلم

......لقد حزنت عليك لأنك لم تفهم هذا مع أنك مثلنا ومن بني جلدتنا ومنتسب لهذا الدين العظيم
وظننت أننا نرمي بأنفسنا إلى التهلكة واتهمتنا بالغباء
من منا لا يحب الحياة ؟؟؟؟ كلنا نفعل .....ولكن ....هناك أسمى وأقوى من الحياة .....ألا وهو العلم لن نستطيع أن نعيش في عالم ممتلئ بالجهل يجب أن يضحى أمثالنا من أجل أن يتطور العالم ونعمر الأرض بعيدا عن الجهل ونحن نؤمن بذلك كما نؤمن بأن هناك حياة أفضل بعد الموت نسعى لكي نصل إليها بعملنا الصالح في الحياة الدنيا.................
أطرق الشاب رأسه خجلا وقبل أن يتفوه بالاعتذار
دخلت الآنسة مدلين
= لقد وصلنا يا دكتور علاء بإمكانك جمال أن تنزل هنا ومن المؤكد سوف تجد سفينة توصلك للمكسيك ومن ثم لأمريكا .......أمرح ........ستظل على قيد الحياة مع أننا لا نضمن لك ذلك فالموت يأتي غفلة
أسرع الشاب واخذ الحقيبة من الدكتور علاء وخرج إلى سطح القارب لكي ينزل ........لقد صدقوا أنها جزيرة سياحية كانت السعادة تملئ عينيه
أقترب الدكتور علاء مودعا
= أعتقد أننا فعلنا ما بوسعنا أراك على خير واكرر اعتذارنا تفضل بإمكانك النزول
نزل الشاب ........وبدأت السفينة الصغيرة بالإبحار
ودخل الدكتور علاء مع مدلين إلى غرفة القيادة
= مهندس كمال أعلم أنك بحار قديم يجب أن يتعلم كل منا ما يجب أن يفعله كي نكون يدا واحدة هنا أليس كذلك يجب أن نتعلم كل صغيرة وكبيرة على هذا القارب لكي نحسن التصرف عند الطوارئ
لا نعلم ما يخبئ لنا القدر وأجتمع الطاقم كله داخل القيادة وفرشت الخرائط وتعليمات النجاة .......
جاء ت الليلة الأولى ودخلت مدلين غرفتها وفتحت حقيبتها ووقفت أمامها تتأمل صورتها العائلية مع والدتها ووالدها ومسحت دمعة وهي تتذكر أيامها الساكنة الهادئة معهما وفجأة سمعت من يربت على كتفها ........
=رحمها الله كانت تنهال علي بأسئلة تثير الأعصاب بعد أن قمت بسجني في تلك الغرفة الضيقة أيتها الشريرة....
فزعت والتفتت الفتاة ........لتجد الصحفي جمال خلفها
صاحت في فزع ...
= ما هذا ؟؟؟؟ كيف رجعت ؟
رد مداعبا
= تذكرت كلمتك عندما قلتي أن الموت يأتي غفلة مادمت سأموت لا محالة أفضل إذن أن أموت بجانب هذا الوجه الحسن....
= ردت وهي مبتسمة .....
= كيف رجعت ؟
= سابحا وقبل أن تبتعدا ولست وحدي بل معي ضيفا لا أعلم سترحبين به أم سترمينه في البحر
ردت غاضبة
= ماذا ؟؟؟كيف تسحب معك من لا نعرفه ألم تفهم بعد ؟
وما أتمت جملتها حتى فوجئت بكلب صغير قد خبئه في معطفه
قالت مندهشة
= كلب ؟؟؟؟؟؟
= نعم أ تصدقي ؟ كنت أحاول إنقاذه فقد وجدته في طريقي إليكم وهو يغرق فأتيت به معي لا اعلم من الذي ألقاه في البحر هكذا بلا رحمة
أخذت مدلين الكلب وهي مشفقة عليه واحتضنته
وأخذت تربت عليه وتمسح رأسه قائلة
= يا له من مسكين وأنت.... لما تختبئ هنا كاللصوص لما لم ترينا نفسك
= الحقيقة كنت خجلا من نفسي كثيرا ولم أجرؤ على مواجهتكم بعد ما فعلته من ضجة
أقترب الدكتور من باب غرفة الفتاة بعد أن سمع صوتهما وكانت مفاجأة للجميع لم يتوقعها أحد
وهو انضمام الشاب الصحفي جمال لهم
وانتهت الليلة الأولى بأمان .......
بعد أن أعلن الدكتور علاء مختار
عن قربهم من إحدى الجزر القريبة من مثلث برمودا

وبزغ الفجر ........وأستعد الجميع لتناول الإفطار للاستعداد لنزول للجزيرة بعد ثلاث ساعات بالضبط
بينما فضلت مدلين المكوث في غرفتها
تستعد وتجهز حقيبتها الصغيرة لكي تضع ما تحتاجه من أغراضها المهمة وفجأة ودون سابق إنذار
رأته أمامها أقترب .....وكانت عيناه باردة لا حياة فيها
أبتسم لها وكأنه شارد الذهن فأسرعت بقولها وهي متعجبة وقلقه
= جمال ؟ لم أسمح لك بالدخول ؟......كيف تدخل بلا استئذان هيا أخرج من فضلك
ولكنه لم يجب وأنقض عليها محاولا خنقها حاولت أن تصرخ ولكن لم تستطع حاولت مدلين الفكاك منه ولكن دون جدوى ظلت يداه حول عنقها حتى بدأت أنفاسها تنقطع قاومت بكل حده حتى استطاعت إبعاده وجرت نحو الباب بعد أن حاول مسكها من قميصها الذي قطع اثناء المقاومة وفتحته واتجهت وهي تصرخ بلا وعي
لقاعة الطعام ففزع من في القاعة ووقف الجميع واتجهت عينيها تجاه الدكتور علاء وهي تشير إلى الغرفة وهي في وضع مزري من الخوف والهلع أجتمع الجميع حولها وحاولوا إفاقتها
وتهدئتها ولكنها صرخت
= جمال ........أراد قتلي خنقا
الآن أنه في غرفتي دخل علي وانظروا لقد مزق قميصي وأخذت مدلين تبكي في هيسترية
تسمر الجميع في أماكنهم والذهول يملئ أعينهم وهم يبحلقون في الفتاة وينظرون لبعضهم البعض ولقميصها

اقترب الدكتور علاء وأمسك معصم الفتاة وأجلسها على الأريكة القريبة من طاولة الطعام وجلس أمامها وهو لا يكاد يفهم ما حدث.......وقال وهو ينظر في عينيها وقد عقد حاجبيه
= يبدو أنك مرهقة جدا يا مدلين أعلم أنك مررت في الفترة السابقة بأحداث خطيرة ومفزعه وبطريقة متتالية جعلتك لا تنامين جيدا استريحي ودعيني أحقنك بمهدئ لكي تستطيعين النوم لمده ساعتين ما رأيك ؟
= تعجبت الفتاة وظلت تحدق في الجميع ثم هتفت
= ماذا ؟ ألا تصدقني ..قلت لكم انه كاد يقتلني ثم مزق قميصي و..........
قاطعها الدكتور علاء وهو متأسف لما حدث وهتف بلطف
= مدلين أنظري خلفك أنه جمال نائم منذ ليلة البارحة هنا ولم يتحرك من مكانه حتى الآن وقميصك ليس مقطوعا ...........
ألتفتت مدلين وهي في حاله وجوم لترى جمال مستغرقا في النوم ألتفتت إلى قميصها وجدته سليما....
وأردف الدكتور علاء قائلا بهمس
=لقد نام بعد أن تناول حبتين من المنوم أعطيته إياه لكي يستطيع النوم فقد تألمت عضلات ذراعاه بشده من السباحة حين كان يلحق بنا حتى انه لم يسمع صراخك
نظرت مدلين إليه وهي لا تكاد تصدق ما حدث .....
وقامت بهدوء وأمام الجميع ونظرت إليهم في ذهول وأسرعت لغرفتها وهي ما زالت ممسكة برقبتها وأغلقت الباب خلفها وهي تنظر حولها وبدا وكأن الغرفة لم يحدث بها أي صراع تمددت بلا شعور على سريرها وهي في حالة ترقب
وصعد على سريرها الكلب الصغير فأخذت تمسح على رأسه وتربت عليه وتفكر فيما جرى هي متأكدة أنها لم تكن تتوهم وظلت تنظر لقميصها تارة وللغرفة المرتبة بعناية تارة أخرى وفجأة..عندما أقترب الكلب منها أكثر
لاحظت ...........أن ......الكلب يبتسم لها

الخطايا تأليف كراميل
أنتظرونا قريبا


أرض الخطايا
الجزء الرابع

جزيرة الأحلام
لم يمر على حادثة مدلين غير نصف ساعة قرر بعدها الدكتور علاء مختار استشارة الدكتور جلال عوني بما أنه طبيب نفسي عن حالة مدلين المفاجئة طرق الباب ولكن لم يجد إجابة ...طرق مرة ثانيه على الطبيب ولكن لم يسمع أية رد
فما كان من الدكتور علاء إلا أنه قرر الدخول بعدما قلق من عدم إجابة الطبيب جلال له ولكن عنصر المفاجئة جعلته تسمرفي مكانه عندما رأى الدكتور جلال يقف في حالة غريبة ويمسك بيديه مشطا ........
وأمامه وسادته وكأنه يقوم بتشريح جثة ..... ناداه الدكتور علاء وفي صوته نبرة قلقه
= دكتور جلال ....ما بك لا تجيب؟ أتمنى أن تكون بخير
التفت إليه الطبيب جلال قائلا بوجه جامد
= تعال دكتور عوني ساعدني هذه المريضة تحتاج مساعدتنا لأنها بين الحياة والموت
زاد القلق على وجه الدكتور علاء وقال
= عوني؟ .......دكتور جلال هل أنت بخير؟
وأخذ يهزه بقوة حتى عاد الدكتور جلال عوني لرشده
ونظر في دهشة إلى الدكتور علاء وقال
= ما هذا ؟؟؟؟؟
ثم أمسك صدغيه واستطرد
= أشعر بأني فقدت الزمن .....كم الساعة وفي أي عصر نحن ؟ أأأأأه
فزع الدكتور علاء مختار وأقترب من جلال عوني
وسئل
= هل تعلم من أنا؟؟؟؟؟ جلال .....هل أنت بخير ؟
أجاب وهو يتأمل الدكتور علاء وكأنه يحاول تذكره
= أأه أأأعتقد ذلك ......نعم تذكرت أنك .....علاء مختار ....لا أعلم .....أشعر بدوار شديد ....وألم في رأسي أريد أن أذهب للنوم .......أشعر بالنعاس
أسرع الدكتور علاء مختار بالخروج من الغرفة وهو في حالة قلق وترقب شديدين يخاطب نفسه
=ماذا يحدث ..لما تجرى أمور كهذه ؟ يجب أن أتفقد الجميع ......
أسرع تجاه غرفة مدلين وفتح الباب وجدها نائمة وفي حضنها كلبها الصغير .......أغلق الباب
واتجه للصالة ليجد أمامه المهندس كمال واقف غاضبا
سئل في قلق
= ما بك ؟
أجاب في غيظ
= هذا الشاب جمال منذ دقائق وجدته يترنح سكرا
ويهذي بكلام غير مفهوم لا أعلم من أين أتى بالخمر
أجاب الدكتور علاء وقد أخذ القلق منه كل مأخذ
= أنت تعلم أن القارب لا يوجد عليه قارورة خمر واحده
نحن لا نشرب الخمر يا كمال
= وهذا ما حيرني كيف حصل على الخمر

امسك الدكتور علاء كتف المهندس كمال قائلا
= كمال ......هذا القارب من اختراعك هل هناك أمر من شأنه أن يصيب ركابه بالهلوسة مثلا؟
ضحك المهندس كمال وقال مداعبا
= لا لم أتمكن من اختراع أمر من شأنه أن يسكر ركابه بعد.......
=إذن كان وهما أما منك أو .......... منه هو

جلس الدكتور علاء مع المهندس كمال وهما في حالة حيرة ودهشة لما يحدث حولهما بعد ما رأياه
هتف بعدها الدكتور علاء في وجوم
أرجوك أستدعي القبطان عماد أسماعيل بسرعة
وبعد أجتماع البقية توجه إليهم قائلا
= أسمعاني جيدا نحن الآن داخل المثلث و اقتربنا من الجزر التي حوله
عقد المهندس كمال حاجبيه قائلا في تسائل
= لا أفهم ما دخل هذا بما نعانيه هنا يا دكتور علاء

=سأشرح لكما .ولكن يجب أن نساعد هؤلاء على الإفاقة وبأسرع وقت ممكن
رد كمال بقلق .......بأسرع وقت هل......؟
أجاب الدكتور علاء في سرعة قصوى
نعم.......قبل أن يصيبنا ما أصابهم ويكون هلاكنا حتميا
يجب أن يفيقوا ويعلمون ما حدث لهم لكي يساعدونا نحن إذا مررنا بما مروا فيه
أسرع الثلاثة المهندس كمال ذهب للصحفي جمال
كما توجه القبطان عماد إسماعيل للآنسة مدلين
وذهب الدكتور علاء للطبيب جمال عوني ودخل غرفته وجلس بجواره يوقظه بلطف
= دكتور جلال ....أستيقظ أرجوك
فتح جلال عينيه وأخذ يحركها في أرجاء الغرفة ثم نظر للدكتور علاء وهتف
= خير هل وصلنا للجزيرة ؟
أبتسم الدكتور علاء وقال بعد أن أطمئن أن الأمور على ما يرام
= لم نصل بعد ولكن يجب أن تفيق وتسمعني جيدا
وناوله كوبا من الماء البارد
وجلس وشرح له ما حدث له وذكره بما حدث لمدلين وقال بعدها
= أنت تعلم يا جلال أن الجزر المحيطة بمثلث برمودا
غامضة وحدثت بالقرب منها حوادث تشبه الأساطير للذين قاموا بزيارتها لذلك لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها منذ مئات السنين بسبب هذا الغموض ولابد أن هناك سببا لما يحدث لنا اليوم بل أؤكد لك أنها السبب لأننا اقتربنا فعلا منها ومن الممكن أن تحدث لنا أية عوارض يجب أن نكون متيقظين جيدا يا عزيزي ومستعدون لأي طوارئ تحدث لنا
ومر ت الساعتين وأقترب القارب من الشاطئ كان الجميع على سطح القارب ينظرون للجنة التي ظهرت
أمامهم جمال ليس له مثيل أرض خضراء وشلالات
كثيرة وطيور بالمئات طبيعة روعة خلابة وأشجار
زهور ورود كان الانبهار والإعجاب قد عم وجوه الجميع فلم يروا مثل هذا الجمال من قبل
الخطايا الجزء الرابع

وبشعور من الحماس والغبطة
نزل الجميع وكل حمل معه حقيبته التي تحوي مستلزماته ..... وأمر الدكتور علاء جمال بحمل الخيام
وإنزالها وبرغم الجمال الفائق إلا كانت الحيرة في عين الدكتور علاء لما يشاهد ......فهو يعلم جيدا أن هذه الجزر مهجورة .........إذن كيف تم تنسيق وتشذيب الورود بهذا الشكل المتقن المتناسق لابد وأن هناك من يرتبها ويشذبها ولكن من ؟ وهي مهجورة .....

- 2-
غرام في منتصف الليل

كان أول شيء فعله الجميع تبديل ملابسهم بأخرى وإرتداء أحذية رياضية
لقد كان هذا القارب قد أعتد بكل مستلزمات الركاب الشخصية وكثير من الطعام والشراب
حتى أنه يحمل دراجات هوائية وناريه أيضا
كان المهندس كمال يحسب حساب كل شيء منذ اختفاء رامز علام فكان يشترى كل ما يظن أنه هام ويمكن الاستفادة منه لأن القارب كبير وكأنه سفينة صغيرة حتى هناك قاربين للنجاة يسع الواحد منهما أربعة أشخاص
وعندما خطت أقدام الجميع الجزيرة كانت عين مدلين تبحث عن أي شيء ربما يدل على وجود والداها رامز لاحظ الدكتور علاء عيناها أقترب وربت على كتفيها قائلا .......سنجده إن شاء الله
بدأ الجميع بنصب خيمتين أحداهما خيمة خاصة لمدلين بالقرب منهم وبدأ الجميع باستكشاف الجزيرة
وحتى وقف الجميع في ذهول بعد أن صاح القبطان
عماد إسماعيل والغرابة تملأ عينيه
=أنظروا بسرعة تعالوا بسرعة يا الله .......ماذا أرى
غابة من الطعام ؟؟؟؟؟؟ كل شيء متوفر بيوت من طعام
لا أصدق عيني
ظل يضحك الرجل بيهسترية أقترب كمال وتابعه الدكتور علاء مختار مدلين وجمال وهم مبهورين وأردف كمال يقول هامسا في انبهار
=أنها جنان وليست جنة واحده
أشجارها من الكرفس والبقدونس
أرضها من القمح وأرز والمعكرون ...صخورها من الملفوف والقرنبيط .......ما هذا .....شيء لا يصدقه عقل ولم آراه في حياتي
هتف جمال مبهورا وأخذ يصور بكاميرا أخذها من المهندس كمال
= وخبزا كل شيء هنا غريب لايصدق

الخطايا الجزء الرابع


الخطايا الجزء الرابع

الخطايا الجزء الرابع


الخطايا الجزء الرابع

أخشي أننا نحلم
مدلين كانت في حالة من الذهول
بعد أن لاحظت شيئا
= انظروا ماذا وجدت هناك وكأنه بيت من الكاكاو ؟
أين صاحبها ؟ لابد لها من صاحب
حاول الدكتور علاء نداء أصحاب هذا البيت الصغير
ولكن لم يجبه أحد أبدا بالرغم من أن بابها كان مفتوحا
ودخل الجميع في حالة من الترقب داخل بيت المصنوع من الكاكاو هذا...... كل شيء من الشيكولاته

الخطايا الجزء الرابع

الخطايا الجزء الرابع

الخطايا الجزء الرابع

الخطايا الجزء الرابع

شيء غريب الرائحة شهية وقويه بشكل مثير
كان الدكتور علاء مرتابا وغير مرتاح أبدا لما يرى أمامه لأول مرة في حياته يرى جزيرة نائية لا مصانع فيها
ولا أي نوع من التكنلوجيا الحديثة كيف صنعت الشيكولاته بهذه الطريقة المتقنة أثاث البيت كله من الكاكاو لدرجة أنه شك في أنهم جميعهم واقعون تحت تأثير وهم .كبير فأقترب الدكتور علاء بهدوء من كمال وهمس
= هل تذكر لي ما حدث لجلال عوني
تعجب له كمال وقال وما ذكرك بهذا الآن
رد الدكتور علاء بقلق وعيناه تتحركان متفحصة ما حوله
أخاف أن نكون مصابون بهذا جميعا ........الوهم
= لا أعتقد يا دكتور علاء وإلا ما تذكرنا ما حدث لهما ....ما بك ؟
لم يجب الدكتور علاء وقام بسد أنفه بيديه
ليمنع نفسه من شم أي رائحة ممكن تثير رغبته في
الأكل بعد أن لاحظ أن رائحة الكاكاو الذكية قويه بشكل مثير فعلا لدرجة أنها كادت أن تزكم أنفه وظل يتأمل كل شيء بعد أن أمر الجميع بألا يلمسون شيء مما يشاهدونه


ولكن للأسف لم يستمع له أحد فقد كان الجميع قد أثيرت رائحة الكاكاو اللذيذة أنوفهم وأصبحوا يأكلون منها بنهم وبلا أي وعي وكأنهم تحت تأثير تنويم ومما جعل الدكتور علاء يقلق أنهم ظلوا يأكلون ولا يتوقفون منذ نصف ساعة ولم يشبع منهم أحد
وبدأ الغضب يظهر على وجوهم وكأنهم غاضبون من شيء ما......أنها لا تشبع نهمهم وزاد نهمهم يأكلون ولا يشبعون هناك سر .....ألم تمتلئ بطونهم ؟
وظل يتنفس من فمه خوفا أن يقع تحت أي تأثير كان يجب أن يظل متيقظا
أخذ قطعة كبيرة ........لتجربتها .......وجلس يأكلها بعدها ........ عرف لما كانوا لا يشبعون .............
أنها ليست حقيقة .............شعر أنها تنتهي بمجرد وضعها داخل فمه هواء لا طعم ولا نكهة مع أنه يلمسها ويشعر بمادتها المتماسكة
ولكن الرائحة كانت هي العنصر الأساسي لجعلهم منساقون هكذا.......
كان لابد من حل لإيقاف هذا ........وكانت فكرته هي إزكام أنوفهم حتى لا يستطيعون شم هذه الرائحة السحرية التي وقعوا تحت تأثيرها
ذهب وأحضر محلول النشادر من حقيبته الطبية ووضعها في قارورة بخاخ وخفقها وأسرع بعد أن أزكم انفه .....ثم عاد تجاه أنوفهم وأخذ يرش بعض القطرات الخفيفة جدا على أنف كل واحد منهم لأن النشادر إن زاد من الممكن أن يقتل خنقا
وعندما توقف الجميع عن الأكل وأيضا إفاقتهم من قوة النشادر في نفس الوقت أسرع آمر الجميع الخروج فورا
من الغابة كلها والبقاء خارجها بأسرع وقت ممكن
رجع الجميع معه وهم يشعرون بجوع فظيع وكأنهم لم يأكلوا شيئا منذ سنة
وأثناء ذلك كان جمال يسير خلفهم بمفرده سعيدا بما صوره وفجأة سمع صوتا وكأن شيئا تحرك بين الأحراش ألتفت ليجد فتاة تنظر إليه وعندما أقترب اختفت ........ شعر بالخوف يسري في جسده ولحق بالجميع مسرعا

وبدأ الظلام يسود وكان كل شيء يسير بهدوء وقرر الجميع العشاء والتسامر في مساء تلك الليلة في هذا الجمال الساحر والهواء العليل وبعدها ذهب كل منهم إلى فراشه
وفي منتصف الليل ..............


شعر جمال بيد تهزه برفق وحنان فتح عينيه ليجد أمامه
فتاة في قمة الروعة والجمال اقتربت منه الفتاة
ووضعت يدها على فمه بكل رقة ونعومة وهتفت بصوت ساحر شغف قلبه
= قم لنتحدث في الخارج ........تعال معي

الخطايا الجزء الرابع
وأمسكت يده بيديها الناعمة جداوهو متأثرا بجمالها ورائحتها الذكية
التي انتشرت في المكان فقام وهو يهز رأسه بالإيجاب
وخرجا وذهبت معه مسافة طويلة بعيدة وهو يسير خلفها
ثم وقفت قائلة بصوت يخطف الألباب
= أعلم جيدا أنك تعشق الفتيات وأعلم أنك مغرم بهم ستظل معي ومع أخواتي ........سوف أجعلك تعاشرني وتعاشرهن أيضا وستعرف الفرق بيننا وبين من أحببت أقترب يا حبيبي
كان جمال مأخوذ بما يري أمامه ولم ينطق بكلمة واحدة
تابعها وهو لا يصرف عينيه عن وجهها الفتان حتى وصلا لمكان بعدها تسمر وكأنه لا يصدق عينيه
فتيات ؟ في منتهى الجمال شيء لا يصدقه عقل في قمة أناقتهن أيضا جمالهن لا يوصف أعمارهن لم تتجاوز العشرون من العمر وصفاء بشرتهن كالأطفال من شدة صفائها وبياضها مجتمعات يتحدثن ويتضاحكن بشكل مثير
ألتفت في تردد وهتف وقد تصبب جبينه عرقا
= حسنا أنا لا أستطيع ........أريد الرجوع.......
حاول أن يرجع للخلف ولكنه صدم أحداهن التي قالت بكل رقة
= سوف تمارس كل ما تحب هنا .......بمفردك .....
لن يراك أحد ........ليس هناك قانون ........ولا عقاب
ولا لوم .......تعال .........تمتع ..........إنني ملك لك الآن ....... كاد الشاب يجن مما رأت عيناه ولم يتمالك نفسه ..........
انتهت الليلة .......وأشرق الصباح أستيقظ الجميع على صوت الدكتور علاء ......
=أرجوكم استيقظوا .......ذلك الفتى جمال ليس في فراشه ..........منذ ساعة وأنا أنتظره لنقم للبحث عنه فورا .........
فزع الدكتور جلال عوني والمهندس كمال والقبطان وعماد وقاما من فراشهم
وأردف الدكتور علاء
= يجب أن نبحث عنه أين المناظير ؟
أسرع القبطان عماد إسماعيل داخل الخيمة واحضر أثنين منها
أخذ الدكتور علاء واحد منها ورفعها على عينيه وهو يتمتم .......
= يبدو أن هذا الشاب سوف يتعبنا كثيرا ...
ولكنه ما أتم الجملة حتى أنزل المنظار المكبر وهو في حالة ذهول وحيرة لاحظها الجميع في عينيه ......
= لا أصدق ما أرى .......
وتعجب الجميع عندما أعاد المنظار المكبر لعينيه وسلطه تحت قدميه مباشرة ثم على الشجرة التي أمامه
هتف ....كمال في تعجب
= ماذا تفعل يا دكتور .....؟
سلم الدكتور علاء المنظار لكمال في ذهول ووجه شاحب
= أنظر ...........
تناول كمال المنظار ورفعه وتابعه القبطان عماد ومدلين التي أسرعت تحضر الثالث ليجد الجميع أن الطبيعة الخلابة أساسها
صحراء قاحلة بلا ماء وبلا طعام حتى الطيور كانت بعض من النسور فقط
رمت مدلين المنظار من يديها وهي تتراجع ويدها ترتجف وقام الجميع بلمس كل ما تقع عليه أيديهم الشجر والنباتات وكل ما حولهم ..........أنه .......وهم ......هل من المعقول ؟
ولكن ........كل شيء يلمس ويشعرون بوجوده إذن ما هذا الذي رأوه .......لا يفهم أحد منهم شيء أسئلة كثيرة دارت في عقولهم
هل الخلل في مناظيرهم .........لو حقا ما رأوه وهماً
كيف أظهرت المناظير لهم ذلك أنها مناظير عادية جدا
وفي وسط دهشتهم ظهر أمامهم .........الشاب جمال
كان في وضع لم يرتاح منه الجميع مما أضطر الفتاة أن تدخل خيمتها خجلا .........
غضب السيد كمال مما رآه وحاول أن يلكم الشاب
ولكن الدكتور علاء أمسك يديه وسحب الشاب إلى داخل الخيمة وهو عابس الوجه
طرق الدكتور علاء رأسه في صبر نافذ وبداخله حيرة
والشاب واقف أمامه بلا قميص عاري الصدر
سئل الدكتور علاء الشاب جمال بجفاء
= أين كنت ؟
ولكن الشاب لم يجب وجلس وأشعل سيجارة وأخذ ينفث دخانها بكل استهتار
أعاد الدكتور علا ء سؤاله متملكا غضبه من استهتار الشاب....صمت الشاب برهة وأجاب ودموعه تتساقط بقهر واضح
=كنت معهن ......... فتيات ....جاءت أحداهن دعتني وأخذتني من الخيمة فذهبت معها
= فتيات ........ من هن ومن أية عائلة وهل يوجد بشر هنا ؟؟ ثم أراك تبكي ...
رد الشاب وعبراته قد خنقته ......
= لم استطع مقاومتها .........كانت في جمال الملائكة
لم استطع أن أقاومها حاولت الفرار ولكني لم استطع
كن ...........مثيرات لحد ............لا أستطيع الوصف
أخذ الشاب يجهش بالبكاء واضعا يديه على وجهه
رد الدكتور علاء في حده
= فوقعت في الفخ ..........أليس كذلك ؟
= بل لم استطع فعل شيء كلما حاولت الهجوم عليهن لا أستطيع أن المسهن يبتعدن ويضحكن ......لا أعلم ......كأنهن وهما .......المصيبة أنني أريدهن ........لا أستطيع نسيان رائحتهن الذكية التي تملأ رئتاي ولا وجوههن لقد قمن بتعذيبي .......
كان الدكتور علاء يستمع للشاب وقلبه يخفق خوفا مما يسمع لقد أصبح الشاب أسيرا لأوهام لا وجود لها حتى أنه لا ينتبه لمظهره الذي أثار غضب الجميع
قام بعدها الدكتور علاء وأحضر قميصا للشاب وامسك معصمه وأعطاه المنظار وسحبه خارج الخيمة وطلب منه أن يضعها على عينيه
وبعد أن رأى ذهوله قال له في صرامة
= يجب أن أخبرك أن كل ما حدث كان......مجرد وهم
كالذي تراه الآن ......
فزع الشاب وأنزل المنظار وبرقت في عينيه دمعة كادت أن تخرج ......
= أفهم من هذا أنها كانت مجرد وهم
=للأسف يا بني إنها مجرد وهم كل ما حولنا وهم لا أصل له مثل بيت الكاكاو
رد الشاب وقد شعر بقلبه يتفطر وعيناه تدمع
=...كيف سأعيش بدون رؤية هذا الوجه الحسن بعد ذلك لقد ........عشقتها .......عشقت عينيها .....جسدها
رقتها .......عذوبتها ..........صوتها........رائحتها
رد الدكتور علاء في صرامة
= أسمع يا جمال أنت قد عشقت شيئا لا وجود له
نحن هنا لأمر أسمى من رغباتك .نحن هنا للبحث عن رامز علام الذي ربما يكون ضحية لأحدى هذه الأوهام التي رأينها في القارب منذ اقترابنا من الجزيرة وحتى
هذه اللحظة
صرخ الشاب بكل قوته في غضب
= أنت تقول هذا لأنك لم تراها لم تكلمها لم ترى ما رأيته أنا لم تفتتن مثلي
قاطعه الدكتور علاء بنفس حدت الغضب
= نعم .......لم أفتتن ........أنت من قلت أنها فتنة شيطانه ملعونة أرادت سجنك بين نزواتك لكي تعبدها وتموت حزنا من عشقك لها هذه جزيرة شيطانية وإن لم نتمالك أنفسنا ونكون حذرين سنضيع هنا كلنا أيها الغبي ........
ووقف الاثنين يحدقان في عيني بعضهما في غضب وألم وأسف وحيرة
ولا يعلم أحد حتى تلك الساعة ماذا سيجرى من أحداث أخرى
أرض
الخطايا

الجزء الخامس

الاختيار الصعب


أفاق الدكتور علاء وجمال على صوت المهندس كمال الذي دخل عليهم فزعا
= النجدة يا دكتور علاء مدلين ليست في خيمتها أنها غير موجودة في أي مكان حولنا أنا ذاهب للبحث عنها
أسرع الدكتور علاء خارج الخيمة قائلا
= هل أنت متأكد ؟
رد كمال وهو يكاد يفقد عقله كان في حالة شديدة العصبية وعيناه تدمع مما أثار شك الدكتور علاء من شدة انفعاله أسرع الدكتور علاء داخل الخيمة ليتأكد بنفسه
وفعلا لم يجد الفتاة أسرع الجميع للبحث عنها
بعد أن تأكد كل منهم بعدم وجودها لأنهم للأسف أصبح كل منهم معرض لأن يكون متوهما في أي وقت بدأ البحث عن مدلين جماعيا
أصدر الدكتور علاء أوامره
= علينا جميعا أن نبحث سويا بحيث لا نفترق أبدا
أعني أنني أرفض تماما فكرة أن يبحث كل منا في جهة معينه يجب أن نظل متحدين وجماعة لا تتفرق
لأن كل منا معرض للتوهم في أية وقت ومن الممكن أن يسبب تفرقنا عنه مشاكل مفهوم ؟
وافق الجميع ولكن ........المهندس كمال كان في حالة أقلقت الدكتور علاء جدا لم يكن طبيعيا كان يشبه طفلا فقد أبويه فلقد ظل كمال يبحث بعينيه
وهو واقف مكانه ويداه ترتجف وهو يفركها من
شدة التوتر كان جبينه يتصبب عرقا وقلبه يخفق
لم يصدق علاء ما يراه أمامه فمعروف عن كمال
بأنه رجل قوي الشخصية وشجاع لأقصى حد
مثقف ومخترع عظيم وناجح رياضي ويعلم كيف يتحكم في أعصابه متفائل وقلبه قوى رغم انه عاطفيا بعض الشيء ...... أقترب الدكتور علاء من كمال وقال له
= أخبرني عن مكان جهاز تحكم قاربنا يا كمال
نظر إليه كمال في دهشة وأردف قائلا
= لما تسئل عنه ......هل تظنني واهما؟
أنني بخير ولست متوهما
= لما إذن هذا الذي أراه أمامي ما سر خوفك على مدلين بهذا الشكل ؟
سكت كمال ولم يجب
لم يعاود الدكتور علاء سؤاله والتفت للجميع وقال هيا بنا
ومن ناحية أخرى .........
كانت مدلين تقف أمامها ......وهي تحتضن
كلبها وفجأة سمعت من يقول
= هل تذكرينها ........فعلتك الشنعاء .....في حقها .... لن يعود لك والدك حتى ترجعِ لها صغيرتها لقد سلبتك أباك خطفته بعيدا عن هنا ولن يعود لك حتى ترجعين صغيرتها تذكريها جيدا .......
وقفت مدلين ودموعها منهمرة بلا توقف وكأنها تشاهد فليما حزينا ......وظل الكلب يحدثها وهو بين ذراعيها.......لقد أتى لها في تلك الليلة وفزعت عندما رأته يكلمها ويقول
= أنني رسول إليك من عالم آخر لا تفقهين قوله ولا مشاعره كائن كان من حقه أن يعيش على أرض البشر لينعم معهم بالحياة البسيطة فهو من حقه أن يأكل ويتمتع بالحرية وينام مطمئنا بلا خوف ولكنكم بشر تسعون لنزواتكم وسعادتكم فقط
أتذكرينها ؟
ردت وهي تشهق ببكاء مر حتى احمرت عينيها
وبنفس متقطع أجابت
نعم ....أتذكر .....تلك الدبة الصغيرة ...التي أخذتها من الغابة في استراليا عندما وجدتها بمفردها
واحتجزتها في قفص كبير في المعمل وماتت ولا أعلم سببا لذلك آآآآآآآآه كنت ابكي بمرارة وحرقه وحزنا عليها ......
رد الكلب
= لا بل بكيت على تجردك من إنسانيتك ...........لقد سعيت لأخذها من أمها التي ذهبت لتبحث لها عن طعام .......ألا تذكري...... ولكنك نسيت فعلتك الشنعاء سريعا
وظلت أمها تعاني من فقد صغيرتها حتى الآن
بينما كنت تمرحين وتضحكين أنت نسيت ولكن الزمن لا ينسى إقتربت مدلين من الدبة وأخذت تحدثها
= أرجوك أن تسامحيني رفعت الدبة الأم
عيناها وهي تدمع بحزن شديد أبكى مدلين
قتلتي صغيرتي ......أهملتها وبقت وحيدة حتى ماتت حزنا على فقد أمها ........لما انتم البشر تظنون أننا بلا إحساس .......أننا نشعر مثلكم بالأمومة والحزن والسعادة والخوف ربما لا ندرك ولكننا نتألم ونحس ولا نملك السماح لأنه من صفات البشر وليس من صفاتنا
توقفت مدلين وردت في خوف
= ماذا تقصدين؟

أجابت الدبة وقد احتضنت دبا صغيرا لعبة وجدتها في الغابة وسحبتها لصغيرتها التي كانت تلهو وتضعها بين فكيها مقلدة أمها وهي تصطاد السمكة من النهر

الجزء الخامس الخطايا

=لن تستطيعي إرجاع صغيرتي لأنها ماتت والأموات لا يعودون ولكن من الممكن أن الأحياء يذهبون إليهم
فزعت مدلين وتراجعت للخلف
= هل تريدين افتراسي ؟
قالت الدبة بحزن
= لا....... أريد أن تقتليني كي أذهب لصغيرتي
انهارت الفتاه بالبكاء حزنا وصرخت
أقتلك لا..........لا أستطيع .....لم أفعل هذا يوما .....
= بل فعلت حينما قتلتي صغيرتي حزنا وحيدة سجينة
دون أن تنعم بحناني ودفئي هيا خذي هذا الجزع وأضربي رأسي وأريحيني من حزني.....
=صرخت الفتاة بكل قوتها وهي تجهش بالبكاء
لالالالالا أستطيع لا أستطيع
وظلت تصرخ الدبة اقتليني وتصرخ مدلين
حتى سمع صوتها المجموعة وصاح كمال فرحا
= أنها هي مدلين .....وأسرع الجميع إليها ليجدوها جاثية على ركبتها تصرخ باكية أمام صخرة بجوار جدول ............وحدها
= أقترب منها جمال وحاول رفعها مع الدكتور علاء ولكن ........فوجيء بكمال وجه إليه لكمة قوية على وجهه وأزاحه صائحا
=أتركها لا تقترب منها أيها المستهتر يا زير النساء
غضب جمال من هذا الهجوم المفاجيء فحاول أن يرد اللكمة ولكن كانت يد كمال أسرع فردها عليه ودخل الاثنان في عراك شرس وأسرع الدكتور علاء والقبطان عماد يحاولان الفكاك بينهما
وهنا صرخت مدلين بكل قوتها وبأعلى صوتها
وهي في حالة منهارة من الخوف والحزن
= كفى .....أصمتا ...........كفا عن هذا
ابتعدا عني لا أريد رؤية أحد منكم ثم أجهشت بالبكاء
حتى هدأ الاثنان وأمر الدكتور علاء بجميع الطاقم الرجوع والاجتماع فورا في الخيمة بعد أن قام بتهدئة انسه مدلين التي قصت عليه ما حدث وأمر بترك الكلب لأنه لم يكن سوى .........شيطانا متمثل بشكل كلب
**************************************
- 2-
الاجتماع الطارئ
الجزء الخامس الخطايا


كان الوضع في كل مرة يزداد سوء
وهنا بدأ الدكتور علاء بالحديث بعد أن أطرق رأسه برهة وأخذ نفسا عميقا قائلا
= سوف أتكلم بصدق وبكل صراحة أمامكم
ولا أريد أن يقاطعني أي منكم حتى انتهي من حديثي لأنه من الخطورة الشيء الكثير
لقد مررنا جميعا بظروف صعبة جدا ومواقف خيالية لم نحسب لها حسابا ولكني استنتجت بعدها
أننا هنا في عالم من الجن يعيش على جزيرة مهجورة ويتلاعب بأي شخص يقترب من جزيرتهم
وزرع الشك ويستخدم طرقه التي تتلاعب بمشاعر البشر وكلنا يعلم كمسلمين أن عالم الجن موجود فعلا ويتواجد في الأماكن المهجورة وأيضا فيه منهم الصالح وفي منهم الكافر ومن لم يؤمن بوجودهم بلا شك أحمق حتى في الأديان الأخرى أصبحوا يؤمنون بوجودهم بعد أن كانوا يعتبرونهم خرافات
لا أصل لها ولا وجود ويسمونهم الآن بالعالم الآخر
أو الأرواح الشريرة للأسف نحن وقعنا تحت تأثير
تلاعبهم وقدراتهم التي وهبها الله تعالى لهم
فلقد استخدموا عدة طرق لأذيتنا فعلى سبيل المثال
استغلت إناثهم اهتمام جمال بالنساء وتمثلوا بصور فتيات فاتنات ومحاولة إغوائه بهذه الطريقة
وكذلك تمثلوا في هيئة الدبة لكي يتلاعبوا بالآم مدلين وكل ذلك يصب في إطار زرع الحزن والخوف في قلب ضحاياهم وليس هذا فقط بل استغلوا خطيئة كل واحد منا لكي يعذبوه بها
وزرع الشك بيننا لكي لا نستطيع أن نفرق بين الحقيقة وبين الوهم وأنتم طبعا تعرفون أن لكل منا قرين وهو من يخبرهم بلغتهم طبعا بما كان قد حدث منا في الماضي من آثام ومما نعاني منه من ألام واهتمامات ثم يتعاونون على أذيتنا بهذه الطرق
أتمنى أن يكون كلامي واضحا ......
ثم ألتفت إلى مدلين واستطرد
=لذلك قررت الخروج من هذه الجزيرة فورا قبل أن يحدث المزيد من المصائب البروفيسور علام ليس متواجدا هنا لقد عرفت هذا من قصتك مع تلك الشيطانة التي ظهرت لك لقد أخبرتك أنها أخذته لهناك ........... أنه في إحدى الجزر ولكن أية جزيرة الله أعلم
= صرخت مدلين والذي حدث لي ماذا تسميه ؟
= أنه تأنيب ضميرك الذي ساعد هؤلاء على استغلاله ...يا بنيتي ...............لا تقنطي من رحمة الله لقد استغلوا حزنك على موت الدبة التي ربيتها وتأنيبك لنفسك عند موتها في تعذيبك نفسيا
يجب أن نرحل من هنا فلدينا ثلاث مئة جزيرة حول هذا المثلث نبحث فيها هيا بنا لا نريد أن نضيع
الوقت نسئل الله السلامة من كل شر
رد القبطان عماد
لنرحل إذن على بركة الله
وجمع كل منهم أغراضه وعندما هم القبطان بأخذ المناظير أمره الدكتور علاء قائلا
=أتركها .........أنها ليست مناظيرنا
لأنني ذهبت للقارب ليلة البارحة واكتشفت أن مناظيرنا الحقيقة هناك.......هذه المناظير وهماً
وتم الرحيل عن هذه الجزيرة المهجورة...........
وبدأ القارب يتحرك باتجاه الجزيرة الثانية
وفي المساء أقترب المهندس كمال من القبطان عماد
وسئل
= هل ابتعدنا كثيرا عن تلك الجزيرة ؟
رد القبطان عماد وهو منهمك في مراقبة إحدى
الخرائط
= نعم.. كثيرا هل هناك ما يقلقك ؟
= لا شكرا لك
ثم توجه على الفور تجاه غرفة مدلين وأطرق بابها برقة
وعندما فتحته أبتسم بوجه خجل
= أخشى أن أكون قد أزعجتك هل كنت تودين النوم
هزت رأسها وهي تهرب من نظرات عينيه
أتسمحين لي بالحديث معك على سطح القارب قليلا
وافقت مدلين بلا تردد
كان الهواء باردا ومنعشا بعض الشيء أخذ الاثنين برهة من الصمت قبل أن ينطق كمال مضطربا
= تلك الليلة عندما كان في الجزيرة ....دار بيننا نقاش والحقيقة ......لا اعلم هل كان هذا النقاش .....
= ظلت تنظر مدلين تجاه البحر وبدون أن تلتفت
= لا ....لم يكن وهما أبدا كان حقيقة ....
= سرا السرور في قلب كمال وبدأ يرتبك قليلا
ثم أمسك يديها بحنان وقال
مدلين أنا أحبك
= ألتفت مدلين ونظرت في عينيه مباشرة
وأنا أحبك كمال ......
لم يكن وهما تأكد أنني من كنت معك
لقد اخبرني الدكتور علاء بخوفك الشديد وقلقك علي أثناء غيابي هناك .......كنت تدافع عني بشراسة
من غيرتك علي كم أنا فخورة بك
= يا سلام ..كم أنا فرح بذلك وكم خشيت أن ما دار بيننا من حديث على الجزيرة أن يكون وهما
حبيبتي .....هل توافقين بالزواج مني ؟
= لم تجب مدلين وظلت تنظر في البحر وهي تتهرب من نظراته
بادراها قائلا.......
=ستفرح والدتي كثيرا بك قبل أن أرجعها هي وأخواتي طلبت مني أن أسرع في مصارحتك
إنني مدلين أحبك منذ زمن ولكن لم أجرؤ على مصارحتك بذلك حتى اثبت وجودي ....
= كمال أنا موافقة وبلا تردد نهاية الحب هو الزواج ولكن........
لن أفكر في التقدم بأي خطوة قبل أن أعثر على والدي
= أعلم ذلك ...... سوف أكون معك حتى النهاية لن أتركك أبدا حبيبتي ....
كان مساء رائعا بالنسبة للجميع وفي نفس الوقت العيون تترقب والأذهان تفكر ما ذا يخبئ لهم القدر من مفاجئات
أرض الخطاياالجزء السادس

صراع مع النوم

الجزء السادس الخطايا
كانت الساعة تشير للتاسعة والنصف حينما استيقظ المهندس كمال من نومه وكان النشاط يدب في كيانه
والسعادة أيضا ....كذلك مدلين كانت تشعر بأمل جديد لحياتها تشعر أنها في أمان اليوم .....كما أسرع الدكتور جلال عوني بكل مرح وسعادة لطلب وجبة الإفطار من مدلين
كانت السعادة على وجوه الجميع بشكل ملحوظ وغير طبيعي وأخذ الدكتور علاء يتفحص الجميع فرداً فرداً
وبالرغم أنه كان يشعر بنفس الإحساس ألا أنه لا يعرف لها سببا الكل مبتسمون بشكل مستمر ما عادا قائد القارب القبطان عماد الذي ظل منهمكا في المراقبة
أقترب المهندس كمال من مدلين التي أخذت تبتسم والسعادة تملأ عينيها وقال هامسا وهو يلمس شفتاها برقة
= هل تودين أن أقوم بمساعدتك
ضحكت مدلين وهتفت حسنا ولكن أحذر أن تضع السم على الطعام مثل المرة السابقة
= فلقد كاد أن يأكله جمال هل كنت متعمدا أيها الشيطان اللعين ؟
وأطلقت ضحكة رنانة أغضبت الدكتور علاء الذي جاء تجاههما ووبخ كمال على جرأته أمامهم
ثم توجه إلى مدلين وصفعها بقوة أدمت شفتيها
ضحك المهندس كمال ضحكة عالية وقال في سخرية
= أنظري لشفتيك أيتها الفاتنة لقد أدمت بفعل فاعل
قالت مدلين في تعجب ودهشة وهي تمسك شفتيها
= لما ضربتني يا دكتور علاء ألا تروق لك ضحكتي
لم يجبها الدكتور علاء الذي ظل صامتا ولم يجب وترك المكان مشمئزا مما رأى من مشهد منحل في نظره
وأجتمع الجميع على طاولة الطعام ما عادا القبطان عماد
الذي ظل يراقب العدادات الرقمية للقارب في قلق
وأخذ كل منهم يتناول الطعام في صمت ولم يجرا أحد بالنظر للآخر خجلا مما حدث كان موقفا محرجا وغريبا من مدلين وكمال والدكتور علاء الذي نفذ صبره فجأة
ولكن هب جلال عوني من مكانه وصرخ وقد جحظت عيناه
=توقفوا عن الأكل
هذا الطعام فيه سماً توقف الجميع عن الأكل
قام جمال وأمسك برقبة كمال وقال وقد جز على أسنانه غيظا
أيها القاتل .......تريد الخلاص مني أعلم أنا المقصود ولكني سوف أقتلك أنت وتلك الفتاه اللعوب
= صاح الدكتور علاء في غضب شديد
أخرصوا جميعا لسنا هنا لنقتل بعضنا ما دليلك على ما تقول يا دكتور جلال
أشار الدكتور جلال تجاه الأطباق قائلا
= أنظروا إلى الأطباق أنها عصافير ميتة بالداخل
هذا دليل أنه مسمومة وإلا كيف ماتت العصافير
= صاح جمال نعم لقد أكلتها وهي بريشها كم هذا مقزز
وهتفت مدلين
ولكن هذا طبيعي لأنها مطبوخة أنها ماتت من الطبخ
أسرع كمال وسحب مدلين خلفه ودخل المطبخ وأغلق خلفهما الباب
وهتف هامسا لا تحاولي الخروج لقد وضعت السم في الطعام لكي أقتلهم ونعود ونتزوج إن خرجت سوف يلقون بنا في البحر
ارتعبت مدلين وتراجعت وهم أكلوا منه وأنا أيضا
= أطمئني لم تأكلي منه لقد وضعتها في أطباقهم أما أنت لم أضع في طبقك شيء
= حسنا وأبي ؟ كيف اصل اليه
أجاب بصبر نافذ
=يا مدلين لقد مات أبوك عرفت هذا من الدكتور علاء أمس البارحة نحن ضحية له جميعا لقد أخفى علينا هذا ولا يعلمه غير جلال عوني لكي يكمل ما بدأه رامز علام من أبحاث على حسابنا
فزعت مدلين وأخذت تصرخ وتصرخ بكل قوتها
= هل مات أبي آآآآآآه أيها الكاذبون
خرجت مدلين وجرت تجاه الدكتور علاء وأخذت تضربه بكل قوتها وهي تصرخ وتصرخ
حاول الدكتور جلال عوني منعها وأمسك معصمها وكتفّها بذراعيه حاولت تستنجد بكمال ولكن ظل كمال واقفا ينظر ولا يتقدم بأي خطوة لمساعدتها
في تلك الساعة أسرع جمال وأخذ سكينا وظل يطعن في كمال صارخا
أيها القاتل سوف أنهى العالم من شرك
وهنا......................................
سمع الدكتور علاء مختار القبطان عماد وهو يحاول أن يوقظه........

قام الدكتور علاء مختار وهو جاحظ العينين وأخذ يتفحص ما حوله بعينيه وأيقن أنه كان يحلم
كان العرق قد أغرق وجهه أعتدل في جلسته ورأى القبطان عماد يحاول إيقاظه وهو في منتهى القلق
وهتف
= أستيقظ يا رجل يبدو انك كنت تعاني من كابوسا
لقد اعتقدت أنك تنازع من الموت ظللت أحاول إيقاظك منذ دقيقة كاملة لقد قلقت عليك
وتنفس الدكتور علاء بعمق وقال بعد النظر
في ساعته أنها الثالثة ليلا
سأل القبطان
=أين الجميع ؟؟؟؟؟
تعجب القبطان ورد نائمون طبعا
وفعلا
لقد كان الجميع نائمون الدكتور علاء مختار والدكتور جلال عوني والمهندس كمال ومدلين وجمال الصحفي
هتف الدكتور علاء مرتاحا
=الحمد لله لقد كان مجرد كابوسا .....يا له من كابوس بغيض
دقائق وسمعا مدلين تصرخ
أسرع الدكتور علاء والقبطان عماد فزعين
دخل الدكتور علاء وأخذ يوقظ مدلين ولكن ....
الفتاة لا تريد أن تصحو أخذ الدكتور علاء
يهزها بعنف ولم تستيقظ حتى قام برش عطر قوى على أنفها أحضره من فوق تسريحتها
فاقت مدلين وهي تنظر فزعة والخوف قد ملئ عينيها
وقد تسارعت أنفاسها
وأخذت تنظر بشك في وجه علاء مختار وهتفت في خوف
=أين أنا ؟
رد ببساطة
= في فراشك كنت تحلمين بكابوس عزيزتي لا تقلقي
وابتسم يطمئنها
= لا تقلقي فلقد كنت في كابوس أنا الآخر منذ قليل تصوري
رأيت أنني أصفع هذا الوجه الرقيق وضحك ضحكة قصيرة
ولكن مدلين لم تضحك وقالت بخوف
هل صفعتني حقا ؟
رد الدكتور علاء مداعبا ضاحكا
= نعم وهل آلامك هذا ؟ أسف على كل حال
ولكن استطردت مدلين بدون حتى أن تبتسم
=لأنني ضحكت بخلاعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
توقف الدكتور علاء عن الضحك وظل الإثنين يحدقان في بعضهما برهة قال الدكتور بعدها وهو يسأل مدلين
= لأن كمال كان يضع السم في أطباقنا .....
ردت مدلين وقد تسارعت نبضات قلبها
وجلال عوني أكتشف ذلك؟
بعدها أسرع الدكتور علاء بعد أن طلب من القبطان عماد أن يوقظ جمال بينما ذهب هو ليوقظ
المهندس جلال عوني وطلب من مدلين بأن توقظ كمال

لقد كان الجميع ضحية ...............لحلم جماعي

الجزء السادس الخطايا
ما عدا القبطان الذي ظل ساهرا لكي يراقب
لو كان القبطان عماد نائما لما استيقظ منهم احد حتى يشاء الله
أجتمع الجميع بأمر من الدكتور علاء الذي وطلب من كل واحد أن يكمل ما قصه الأخر
ظل الجميع حائرين لهذه الظاهرة الغريبة التي ألمت بهم
حلم جماعي ؟؟؟؟؟ وكأنهم يعيشون أحداث حقيقة

أسرع بعدها كمال ليتأكد من سطح القارب الذي أصدر بنفسه أمرا بإغلاقه لدواعي السلامة ولم يفتح حتى هذه اللحظة إذن كان حقا حلما جماعيا
أطرق رأسه إلى الأرض وحاول أن يمسح دمعة خرجت من عينيه ......لقد كان مجرد حلما إذن
أستبد القلق بالجميع وسيطر عليهم كليا
حلم جماعي ؟؟؟؟
هتف الصحفي جمال
= ربما يكون شيء مصادفة
تذمر الدكتور علاء وهتف
= ليس هناك شيء في الحياة أسمه صدفه
كل شيء في حياتنا له تفسير علمي وهذا لابد له من تفسير بكل تأكيد
ولكن جمال الذي فقد السيطرة عن شعوره من الخوف والقلق وصاح صارخا
= وهل كانت تلك الجزيرة التي كنا نعاني فوقها من الخرافات حقيقة علميه
غضب الدكتور علاء ووقف أمام جمال وقال
=لقد فسرت لكم ما حدث فإما أن تقبل به أو ترفضه أنت وثقافتك .......ولست مسئولا أبدا عن قلة معرفتك بأمور كان يجب أن تعرفها جيدا
رجع الدكتور إلى مقعده وقال بعد أن صمت برهة
= يجب أن نكون حذرين لقد حان دور القبطان عماد في النوم لسهره طوال الليل سوف نراقبه جيدا ونرى والله المعين .....
تولى المهندس كمال المراقبة وذهب القبطان عماد للراحة والإخلاد للنوم ........وجلس البقية للمراقبة
فلا نوم .........

2
الزمن .....أين ذهب؟
كانت حالة القبطان مزرية أشعرت الجميع بالكآبة فلقد تعرض لكابوس فظيع قام بعدها وهو يهذي ولم يستطع أن يكمل نومه ولكن لم يكن هذا فقط الذي أشعر الجميع بالكآبة ....فلقد كان النوم يسيطر عليهم تماما كانوا يقاومون النوم وكأنهم في صراع مع عدو أراد أن يحتل كيانهم ......كانت أعصاب الجميع متوترة جدا فلقد قامت مدلين بعد أن أخذت من غرفة الإسعافات جرعة منشطة لكي تبقى مستيقظة حتى وصل الأمر بأن جمال أصبح عصبيا يكسر كل ما يمر أمامه وبعدها لم يكن منه ألا أن أستسلم للنوم وكذلك الدكتور جلال عوني
بعدها تلته مدلين التي لم ينفع معها جرعه المنشط القويه التي تناولتها .........ثم القبطان .........ثم .........الدكتور علاء مختار
وتوالت أحداث الكوابيس .......ولم يستطع أن يستيقظ أحد منهم وظلوا يعانون من صراعها
حتى .......أستيقظ الجميع فجأة ليجدوا أنفسهم يسمعون صفيرا قويا جبارا يصم الآذان لم يكن منهم إلا أن قاموا بسد آذانهم ........أنه الإنذار الذي قام بوضعه المهندس كمال متعمدا حين تأكد أن الحالة ربما تنتابهم جميعا في وقت واحد ......كانت حركة ذكية من المهندس كمال
فلقد قام بوضع مكبر الصوت وأشغله ووضعه أمام جرس الإنذار ووقته بوقت معين وعندما انتهى التوقيت
عمل التنبيه وبالتالي رن الجرس .....
كل هذا عندما لاحظ الجميع يعاني من سيطرة النوم
كان الدكتور علاء فخورا بما فعله المهندس كمال فهو يشيد بذكائه دائما وحسن تصرفه ولكنه كان يلاحظ الحزن في عينيه فطلب أن يرافقه في غرفته الخاصة
وأغلق الدكتور علاء الغرفة وقدم كوبا من عصير الليمون لكمال وقال هامسا بعد أن أقترب منه .....
= أعلم أنك تحبها .......ولكنك لاتجرؤ على مصارحتها
=أطرق المهندس كمال رأسه ...ولم يجب ..
ولكن الدكتور علاء أستطرد قائلا وهو ينظر من شباك غرفته
=هذا الحلم فضح كثيرا ما بداخلنا فضح إحساسك أمام الجميع تجاه مدلين وجعل مشاعرك تظهر للعلن
وفضح مدلين بشكها وظنها بأننا نخدعها وذهبنا لكي نكمل بحوثنا العلمية خلف رامز علام لقد ظنت أننا قتلناه عندما تركناه يذهب لتجربه القارب وحده
وفضح أيضا كره جمال لك لتعلقه هو الآخر بمدلين
يا الله على حكمتك عندما أخفيت عنا ما يلج في قلوب بعضنا من مشاعر .....
وفضحني أيضا هذا الكابوس عندما تمنيت أن أصفع مدلين لأنني كنت أحس بنظراتها المريبة فو الله ما أصرت على المجيء إلا لكي تتأكد من ظنونها بنا
وجلال عوني فضح أمامها أنه يراقب تصرفاتها عندما كتفها بذراعيه في الحلم حتى لا تؤذيني
ذهل المهندس كمال من تحليل الدكتور عوني فكل كلامه صحيح فقال متعجبا
=نفس ما فكرت به أنا
رد الدكتور علاء
=نعم .......كل منا يدور في رأسه نفس هذا التحليل
هناك ....قوة خفية تحاول ان تفسد بيننا و فضحنا أمام بعضنا لتفكك من ترابطنا وترمي الشك والبغض بيننا ولكن .........لا أعلم ماذا أقول لقد أدخلتنا هذه القوة الشيطانية كلنا في حلم لكي تفضحنا أمام بعضنا
وما أن أنتهى الدكتور علاء من جملته الأخيرة حتى
دخل القبطان عماد وهو يصيح بأعلى صوته
= مهندس كمال هناك إشارة قويه للقارب الأصلي
وجدنا مكان الدكتور رامز علام

أسرع الإثنين لغرفة القيادة وتلاهم مدلين والدكتور جلال وجمال
كادت مدلين تفقد عقلها حين رأت الإشارة وأخذت تصيح موجه كلامها للدكتور علاء
= أبي يا دكتور ....أبي ......أنه مكان أبي
ولكن ما مرت ثانية حتى اختفت الإشارة ودارت ساعات التوقيت بسرعة فائقة ثم .......توقفت
= صرخت مدلين لا لا تتوقفي لا أعملي
حاول الدكتور علاء تهدئتها وفجأة .....

حل ظلام مفاجيء بعد أن كانت الشمس مشرقة .
وأنقطع التيار الكهربائي عن القارب ...
الجزء السادس الخطايا

صاح كمال

=لقد أنطفأ المحرك والمولد الكهربائي أسرعوا لغرفة التحكم بالمحرك بسرعة .......


جرى الجميع بأقصى سرعتهم للغرفة وحاول المهندس كمال تشغيل المحرك وعندما نجح في ذلك بعد عددت محاولات فاشلة

........ شعر الجميع بعدها
برياح قوية و مفاجئة هزت القارب بقوة شديدة مما أفقدهم توازنهم وألقاهم على الأرض كان القارب يهتز بقوة وعنف غير طبيعيا لم يستطع الجميع إلا أن يتمسك كل منهم بشيء ثابت ماعادا جمال الذي لم يستطع التمسك

حاول كمال أن يمسك جمال ومد يده ولم تتلاقى أيديهم فأرتطم جمال بطرف سلم الطوارئ و.......غاب عن الوعي ...بدأ القارب يدور حول نفسه بشكل قوي والعاصفة قد ساعدت على ذلك وبدأ القارب في الغرق ...كان الماء يحيط بهم من كل جانب وهم ملقون على الأرض صرخ الدكتور علاء
= لنستشهد جميعا ونستغفر الله
ولكن ما نطق الدكتور علاء بهذه الكلمات وبدأ في الاستشهاد حتى شعر بأنفاسه تخنق وكأن هناك ما كان يمنعه حاول كثيرا ولكن كان يختنق أسترق النظر إلى الجميع وجدهم يعانون من نفس ما يعانيه وبدأ القارب في الدوران الشديد وقد علت المياه ووصلت لخاصرتهم وهم يحاولون الكلام أو الصراخ وفي هذه اللحظة ....
تلك الأصوات التي تحيط بهم أصوات مخيفة وناس يعذبون وصراخ أطفال يبكون بشدة وهمهمة وكلمات غير مفهومة وكأنها تخرج من الأفواه بالمقلوب
الجزء السادس الخطايا

توقفت الساعات ........وكل ما كانوا يريدون معرفته من الوقت ولكن .......لا يتذكرون شيئا ولا يعلمون في أي وقت هم أصبح الظلام دامس ولم يعدوا يرون حتى بعضهم لا صراخ ولا استنجاد ولا بكاء أصواتهم مختنقة ولا يستطيعون حتى التنفس أو الاستنشاق ولا حتى بالدوران الشديد الذي ألم بالقارب.......لقد دخل القارب في دوامة وفي ثواني كان القارب قد ...............................غرق

أرض
الخطايا الجزء السابع
1
الخطايا الجزء السابع

حياة أخرى
كانت تستمتع بنوم عميق هادئ حين تناهى لمسمعها صوت موسيقى رومانسية رائعة فتحت عينيها بهدوء وجدت السماء فوقها زرقاء صافية والهواء يلفح شعرها الجميل أخذت تبتسم وهو بجانبها.ولكنها لا تعرفه ولكنه يبدو ودودا
مبتسما وعيناه تحتضنها بكل حنان وهي بين ذراعيه
ويبدو أنه كان يراقبها أثناء نومها ابتسمت له وهي تعتدل وأخذت تتفحص المكان .......كان رائعاً جدا
وكأنها في جنة جميله .... سألته برقة متناهية
= أين أنا .....؟ هل لي أن أعرف ؟
أجاب وهو يزيح خصلة من شعرها كانت تتراقص على جبينها
في جنة الحياة التي لا تبلى أبدا وأنا حبيبك للأبد
وأخذ يقبلها في شوق ذهب بها لعالم آخر
أخذت تنظر إليه في تعجب ....ما هذه الجرأة ؟
جرأة فائقة وجمال يحسد عليه ورقة وأدب جم
عذوبة في الصوت ورائحة ذكية ويجلس بجانبها على شاطئ البحر وصوت الموسيقى الآتي من بعيد
حاولت أن تتذكر .....ولكن لا تعلم أي شيء غير هذا الإحساس الجميل الذي يملأ كيانها....عادت تسأله وعيناهما تلتقيان ....والبسمة لا تفارق شفاهما
=من أنت ؟ وما الذي أتى بي إلى هنا .......لا أعلم ....
يا له من مكان ...رمال بيضاء كالثلج وناعمة كالحرير وطيور النورس تملآ المكان ولا يوجد سوانا
أنا وأنت وأخذت تضحك في سعادة وهو ينظر إليها وهو سعيد أيضا
أقترب منها وأخذ يحتضنها هامسا في أذنها في عذوبة
= أنت حبيبتي على أجمل مكان في هذا الكون لا يسكنه
غير من يريد العيش فيه فقط.......
هتفت بهمس وهي مازالت تتأمل عينيه
=وهل هناك من يرفض العيش هنا في هذا المكان الساحر
أجاب وهو يضحك ساخرا
=نعم ........الحمقى فقط
وقامت تتأمل المكان في سعادة وسرور شديدين
الزهور قريبة من البحر الشجر الجميل واحة جميلة
وطيور أخشى أنني في حلم جميل أخشى أن أستيقظ وأجد نفسي في ........لا أتذكر ........لا اعلم .....
وأخذت تحاول أن تتذكر شيئا ولكن ........
رد عليها الشاب بعد أن أسرع وأمسكها من ذراعها بكل رقة وجذبها نحوه
=ألا تودين أن تبقي معي إلى الأبد ؟
نظرت إليه وهي تحاول أن تتذكره ...من هذا ؟ لا تعرف
ولكنها تشعر بسعادة فائقة بجواره ومتعة رائعة من حديثه ومعاملته برغم أنها لا تعرف حتى أسمه
وهتف مبتسما سعيدا
سوف نذهب لبيتنا لقد بنيته خصيصا لك
أشارت بصمت واضعة أصابعها على صدرها
فأجاب برقة وقد برقت عينيه بلمعة حانية
= نعم لك أنتي وسأكون ضيفا عليك فهل تقبليني ضيفا خفيف الظل
وطبع قبله على جبينها برقة
استنشقت عبيره الرقيق وضحكت
= يسرني ذلك
أخذ يحتضنها بكل لهفة ..........استسلمت لأحضانه ثم أمسك معصمها
ومضيا سويا ............

الخطايا الجزء السابع
في مكان آخر وفي نفس الوقت
فتح عينيه وأخذ يتفحص المكان ألتفت جانبه وجد ذاك الرجل في سباته العميق عاد بعينيه وأخذ يتفحص جسمه بيديه ثم قام فرحا وأقترب منه وهتف في أذنيه هامسا
= دكتور جلال ...دكتور جلال أستيقظ يا دكتور
فتح الدكتور جلال عينيه وسمعه يقول
= الحمد لله نحن مازلنا على قيد الحياة ...دكتور هل تسمعني أما زلت نائما ؟
= ألتفت إليه الدكتور جلال ثم هب معتدلا في فراشه
وأخذ يتفحص المكان بعينيه بدا على الغرفة وكأنها داخل قصر عظيم ولكنه غريب الشكل
كل شيء حولهم غريب وفاخر......ثراء فاحش وفراش
وثير التقت عيناه بجمال وبلا شعور تعانقا فرحا
= إننا أحياء حقا .........ولكن ....أين البقية ...
أين نحن ؟ ........أين .... المهندس كمال الدكتور علاء مدلين والقبطان عماد ..........أين نحن ؟
توقفا الاثنين عن الأسئلة وأخذ يجولان في الغرفة الواسعة حتى مرا أمام مرآة كانت تبدو كذلك ولكن...
حينما اقتربا ووقفا أمامها لم يريا وجهيهما فتحت !!!!!!! لقد كان بابا خرجا من الباب في حذر وكانت المفاجأة .....عالم غريب .........أناس كثيرون أشكالهم نفسها ...ملامح واحدة أنهم بالملايين ....... ولكن نفس الوجوه؟؟؟؟؟ نفس الملامح؟؟؟؟؟؟ مبتسمون ......
ولكن لا يتكلمون ...... صمت قاتل برغم كثرتهم
لا يلتفت أحد منهم تجاه الآخر لا يحدثون بعضهم
فقط يعملون في صمت
تكنولوجيا لم يروا مثلها في حياتهم

ما هذه الحضارة العظيمة ؟

هتف جمال بعد أن تخلله الخوف .......
= أين نحن يا دكتور جلال ؟
قلب الدكتور جلال شفتيه وهمس والذهول المختلط بالرهبة يملئ عينيه
= لا أعلم
أسرعا ودخلا الغرفة وما أن رجعا حتى أغلقت المرآة التي لا تعكس صورهم ....
أخذ جمال يرتعد ويكرر
أين نحن ؟ وجلال عوني ينظر حوله في ذهول كل شيء مريب وغريب
قال بصوت منخفض وهو يتفحص الغرفة ويتحسس كل ما تصل إليه يده
غرفة مصابيحها على شكل أقمار حقيقة ؟؟؟؟
وبلا أزارير .. نجوم داخل الغرفة؟؟ كيف تم صنع هذا
هواء عليل بلا تكييف ؟
وغرفة بلا نوافذ ؟ أين جاء هذا الهواء إذن ؟ حتى هذه الأضواء كأنها ضوء القمر ....
موسيقى لا يعلمون أين مصدرها برغم من أنها بقربهم
هتف جمال بعد أن ألقى نظرة سريعة تجاه الأقمار التي تبدو حقيقة تماما
=لا تقل أننا على سطح القمر اتفقنا؟
ما أتم جمال جملته حتى طرق الباب بكل لطف شخص ما واستأذن بكل أدب وبصوت جذاب
= هل تسمحان لي بالدخول ؟
نظر الاثنين لبعضهما في قلق أسرع بعدها جلال بقوله
= تفضل
دخل رجل أنيق ومتناسق طويل القامة ولكن شكله يختلف عن الاثنين اللذان يقفان بجواره فقد كانا توأمين تقريبا أنهما أثنين من الملايين الذين رأوهم بنفس الخلقة في تلك الساحة العظيمة التي لانهاية لها تقريبا والتي كانت على مد البصر .....أقترب الرجل مبتسما بشوشا ومرحبا
= مرحبا بكما في أرضنا العظيمة أنني مسرور بلقائك
دكتور جلال عوني وبك جمال أتمنى أن تكونا قد قضيتما ليلة مريحة ونوما هنيئا
لم يجب جلال عوني وأخذ ينظر في صمت تجاه الرجل الذي كان يلمس مناطق معينه على جدار
الغرفة فيخرج منها نوافذ وفي لحظة اختفت الأقمار واختفت النجوم وفتحت الغرفة من كل جانب اختفت الجدران وتلاش كل شيء ليجدوا أنفسهم في طبيعة خلابة ومن حولها مياه من كل جانب وتحرك الأثنين لكي يقدمان أطباق من الفواكه متعددة الأشكال لتظهر بعدها حسناوات لا يرتدين إلا ما يستر القليل من أجسادهن ولكنهن بارعات الجمال ورائحتهن الذكية قد غطت على رائحة الفاكهة التي عبقت المكان من روعتها
هب جمال واقفا وقال
= دكتور جلال نحن في الجنة ؟خضرة وجمال وطعام وفاكهة ووجه حسن .........بل وجوه حسنة وأسرع تجاه الفتيات اللاتي استقبلنه بحفاوة
بينما ظل جلال عوني واقفا لا يدري ما يجب عليه فعله أمام ما رأى أقتر ب منه الرجل وقال
= لقد نجوتم بإعجوبة سيدي الطبيب غرقت سفينتكم
ومن حسن حظكم أنكم ..........هنا
تجرأ الدكتور جلال عوني وهتف بوجه جامد وهو مركز عينيه في وجه الرجل
= أين نحن؟
أطرق الرجل رأسه واختفت ابتسامته برهة ثم رفع رأسه سريعا وقال بثبات
=ستعرف لاحقا ................دكتور جلال

بشر ولكن
2

الخطايا الجزء السابع
كان الثبات والقوه ظاهرة على عينيه ......بالرغم أنه
كان يشعر برهبة .......وغربة ....وقلق .....
وبالرغم أنهم كانوا سعداء وترحيبهم العميق والمبالغ فيه
إلا أنه كان يتوجس الوحشة و الخيفة منهم ولكنه كان يحاول أن لا يظهر هذا بكل ما يستطيع من قوة وكان يرسم البسمة على شفاه ولا يحاول يلتفت حوله حتى عندما تركوه برهة مع نفسه
كانوا جماعة أدعوا أنهم وجدوه بالقرب من شاطئهم
مدينتهم متحضرة بشكل مبالغ فيه وكل ما وقعت عليه عينيه كان يبهره ولكنه لم يظهر حتى لهم هذا
كان كل شيء متقن والوقت عندهم أغلى من الذهب
حتى مستوى النظافة عجيب فلا يرى أية نوع من القذارة كل شيء حوله يبرق يلمع لا آثار لغبار حتى
ذرات الرمال غريبة لا تترك أثرا وكأنها مصنوعة
من بلورات غير غبره
كان يشعر أنهم كانوا يتفحصونه جيدا وعيناهم تراقبه حتى وهم لا ينظرون إليه كان يشعر أنه مراقب في كل حركة وكل لحظة منذ أن فتح عينيه ووجد نفسه في غرفة وثيرة و أناس يحاولون إفاقته بكل لطف ولكن برغم أنهم مبتسمون و لطفاء بشكل كبير إلا أنه كانت أعينهم منطفئة من أي تعبير
كان يشعر أنه يريد الهرب من هذا المكان أن يجري
بكل قوته ولكنه يشعر بأنه لن يستطيع هذا
فأين سيذهب؟ أين سيختبئ وكل مكان وقعت عينيه عليه
ممتلئ بكم من البشر متشابهون تقريبا لا يكاد يميز وجه عن وجه الآخر غير طولهم المتشابه وأجسادهم المتناسقة فليس بينهم البدين أو القصير أو بشع الخلقة أو هرما أو كبير السن فكلهم شباب في حدود الثلاثينات من الأعمار
حاول أن يبدو سعيدا بينهم وعندما أقترب منه شخص
يدعى (دومار) والذي كان يشرف على ضيافته بسرور كبير واحترام مبالغ فيه زاد قلقه ولكنه لم يحب أن يظهره وما أن هتف الرجل
دكتور علاء مختار أقدم لك مفاجأة ستسرك كثيرا
=لقد أفاق أصدقائك وهم الآن في رعايتنا هل تفضل أن تذهب إليهم أم نطلب إحضارهم لهنا ؟
وقف الدكتور علاء وقال
= أريد أن أذهب إليهم
أومأ الرجل برأسه مبتسما وقال بكل أدب
= سمعا وطاعة سيدي الطبيب سوف أقوم بتوصيلك لهم على أقصى سرعة تفضل معي
تحرك الدكتور علاء وهو يسير بجوار دومار هذا وهو يحاول أن يتفحص بعينيه كل شيء يصادفه أمامه حتى أستوقفه شيء جعله يقف برهة دون أن يشعر
مجسم على واجهة مكان لم يستطع تكهنه بالضبط
كانت مفاجأة أشعرته برعب شديد حينما لمحها
بلع ريقه وأكمل مسيرته بعد أن لاحظ دومار توقفه وتغير ملامحه إنها
الغواصة :اسكوربيون" التي اختفت عام 1968م وعلى متنها 99 بحاراً .........أنه يتذكرها جيدا لقد كان الدكتور رامز أول شخص يهتم لموضوع مثلث برمودا منهم وقد أراه صور هذه الغواصة وهو متأسف على اختفائها وكيف كان معجب بدقتها في الصنع والتصميم
كيف تواجدت هنا بعد كل هذه السنوات وكيف تم الحصول عليها وتسائل في نفسه بخوف
= أين نحن ؟؟؟؟؟
توقف دومار والدكتور علاء مختار أمام مركبة تبدو طائرة متطورة الصنع

الخطايا الجزء السابع

وصعدا الأثنين وفي أقل من دقيقة وصلا وفتح الباب
ليجد الدكتور علاء نفسه أمام جمال والدكتور عوني جلال فقط ........أين كمال..ومدلين ...والقبطان عماد ؟
أسرع الدكتور جلال عوني وجمال تجاهه وكان لقاء حارا ولكنه يكمن في طياته الرهبة والتوجس والخوف
واجتمع الجميع بعد هذا اللقاء في غرفة واحده بطلب من الدكتور علاء مختار الذي كان في حالة من الإعياء الشديدة وما أن أغلق الرجل الباب حتى قال الدكتور علاء بدون أية مقدمات
= علينا الهروب من هنا فورا يجب أن نعلم أين نحن
وفي أيه مكان ومن هؤلاء الناس يجب أن نتحرر من سيطرتهم فأنا غير مطمئن أبدا لهم كل شيء يبدو مريبا على هذه الأرض الغريبة فأنا لا أعلم حتى في أي زمن نحن والساعات متوقفة وكل شيء يسير بلا أخطاء لا آثار لعنف ...وأناس متشابهون ......مبتسمون ......تكنولوجيا خطيرة والكل يعمل بلا توقف بلا تعب
فلا هرم ولا عبس والحياة هنا باهتة جدا وكأنهم آليون وأعينهم غريبة تراقب كل شيء في وقت واحد
هذا غير الذي لم نراه ولا نعلم عنه شيئا
هتف الدكتور جلال.....
=أنا متأكد أن البقية في حوزتهم مدلين وعماد وكمال
ولكن علينا الآن أن نحاول استدراجهم لمعرفة شيء عنهم من ذلك الرجل درمار
همس جمال
= المشكلة أنهم لطفاء بشكل ملحوظ وتصرفاتهم متحضرة ومهذبه بشكل مبالغ فيه
ألتفت جلال عوني لجمال وقال لجمال
وهذا شيء يقلق أكثر
قال علاء مختار في وجوم
= نحن لم نغرق أنا واثق من ذلك نحن ......خطفنا للأسف وبين أيدي ناس لم نرى أمثالهم في حياتنا
وكل ما حدث لقاربنا بفعل هؤلاء
حدق الإثنين في وجه الدكتور علاء في رعب
تابع الدكتور علاء قائلا في إصرار
= يجب أن نبحث عن مدلين وكمال وعماد ................والدكتور رامز أيضا
.............................................
-3 - القائد وابنه أميران
كان الجميع سعداء لمنظرهما الرائع على أنغام الموسيقى وجدت نفسها تبدع في تحركاتها وهو واقف أمامها ينظر في لهفة وشوق كانت بارعة جدا في الرقص ......أشار لهم فذهبوا على الفور ووقف بمفرده يتمتع بمظهرها الرائع وهي ترقص وبعينين مشتاقة سعيدة يملئها الحب إنها لا تشعر بما تفعله من إبداع فهي مستمتعة بالرقص لدرجة نشوة السعادة وانتهت الرقصة
ورجعا إلى مكانهما وقد خلا المكان بعدما تلاشى كل شيء حولهما فجأة تمددت بجانبه على فراشه الوثير
وهي تضحك قائلة
=لم أشعر بأنني أستطيع الرقص أبدا بهذه البراعة
لقد صنعت لي جوا رائعا وكأنني حقا في مرقص ومن حولي جمهور وراقصين وفي النهاية يتلاشى كل شيء في لحظة يا له من حلم جميل لم أعشه عمري في ........
أمسك فمها الرقيق قائلا وهو يضحك من قلبه بكل سعادة
=ليس حلما يا حبيبتي لا أحلام بعد اليوم معي على أرضنا كل شيء حقيقي لا أحلام ولا خيال
ألم تتمني أن تجديني يوما ؟
ألست فارسا لأحلامك؟ .......إنني أمامك الآن وبلا أحلام بل واقع
هزت رأسها طربا وكأنها سكيرة من كلامه الناعم
= نعم ولقد وجدتك أخيرا
هتف برقة
= لقد وجدتك أيضا بعد سنين من عمري أنتظرك
وأراقبك حتى استطعت أخيرا الحصول عليك
.....أحبك .....................مدلين .......
أوقف كل شيء لينعما بلحظات الغرام....


كان القائد جيون
في قمة غضبه حينما علم بما فعله أبنه أميران لاحتفاظه بالفتاة حتى هذه الساعة وترجل إلى مكتبه في سرعة بالغة وأمر نائبه مرشلو
باستدعاء موظفيه فورا لمناقشة الموضوع الذي أقلقه لحد الغضب وبعدما تجمع الموظفون في تلك الغرفة الزجاجية قال بصرامة والغضب واضح في عينيه
= أحملكم جميعا كامل المسئولية على ما يقوم أميران بفعله لقد تغيب شهرا كاملا منذ حضور هذه الفتاة لأرضنا وهو يعيش الآن بين أحضانها مهملا أعماله
والسبب أنتم
رد الرجل الذي أمامه وهو نائبه مرشلو
= سيدي أنت تعلم أن الشاب كان مغرما بحبها قبل
أن تأتي لأرضنا ومن الطبيعي أن ينشغل قليلا بها هذه الفترة فقط ثم سيملها ويتركها ويعود لسابق عهده
كان القائد يجز على أسنانه أثناء حديث نائبه
ثم صرخ في وجهه بكل حنق
= أسكت أنت بالذات يا مرشلو وألا ألقيت بك في أرض الخطايا مع هؤلاء المجرمون أفهمت ؟ أنت من شجعه على ذلك ثم ....
منذ متى ونحن ننتظر الأوقات لكي تحل لنا مشاكلنا
نحن من نستعبد الوقت ونسّخره تحت أقدامنا خادما لنا هذا شعار أ رضنا المتحضرة

أرتعد الرجل ولكنه تماسك وصمت على الفور فهو يعلم قائده ويعلم قسوته الشديدة وجبروته ويعلم أنه لا يتراجع في قرار يتخذه أبدا مهما كلف الأمر
تابع القائد في قلق بعد أن أطرق رأسه
=أخشى مما سوف تسببه هذه الفتاة من مشاكل هنا
كلكم يعلم أنها كانت ذراع أبيها رامز علام الأيمن
وإذا أفاقت ورجعت لذاكرتها ستكون طامة لنا جميعا
وعشق أميران لها ليس في صالحنا أبدا
نطق أحدهم بعد تردد
= سيدي لدي اقتراح
بما أننا لا نحتاج لهذه الفتاة لما لا نقوم بخطفها وإلقائها في أرض الخطايا
هي شبيهه لأرضهم كثيرا وسوف تتأقلم في العيش هناك حتى الموت ولن يسأل عليها احد أبدا .....
صمت القائد جيون فترة وقد أطرق رأسه ورفعها بعدها
قائلا وقد أشغلت الفكرة رأسه
= هل نرمي شخص على أرض الخطايا بلا ذنب أرتكبه يا نيبال؟ هذا ضد قوانيننا المتحضرة لسنا على أرض رامز علام وابنته أنت تعلم أنه لا ظلم على أرضنا أبدا
رد نيبال محاولا إقناع القائد أمام ذهول وغضب الحاضرين من فكرته الشيطانية في نظرهم
= سيدي أنت تعلم أن أرض الخطايا لا فرق بينها وبين
أرضهم أبدا وأن بها من الجهل والإجرام الشيء الكثير
وأنهم في متاعب دائمة يعيشون في حروب واحتلال وكل دوله عظمى تحتل دولة أضعف منها وكل شيء قذر متوفر لديهم ويعيشون ويضحكون وينامون ملئ أعيونهم وهم يعلمون أنهم ربما يقتلون في أية وقت فما الفرق بين أرض الخطايا التي عندنا وبين أرضهم بل ربما أرض الخطايا لدينا أرحم بكثير من جحيمهم لو أننا خيرنا أرض الخطايا وأرضهم لاختارو العيش على أرض الخطايا فهي على الأقل مليئة بالمتع والرفاهية
وأيضا أبناء جنسهم الذين أتينا بهم من أجل أبحاثنا على مر تلك السنوات ولم يرغبون في العودة حبا في هذه الأرض أنهم لا يبحثون إلا على متعهم ونزواتهم وقليل منهم من يهتم بالعلم أو الحياة الجدية
فهم يعتبرونهم عباقرة مثل رامز علام الذي هو بالنسبة لنا مجرد معلم في مدرسة للفصول المبدئية وهاهو لا يريد الرجوع لأرض هؤلاء المتخلفون علميا وفكريا وفضل البقاء لدينا مجرد معلم بسيط لتلاميذنا لإعجابه الشديد بحضارتنا ولأرضنا ........أتمنى سيدي أن تفكر فيما قلته لك
هتف مرشلو متسرعا والغضب يملأ عينيه من كلام نيبال
= ولما نحرم سيدي أميران مما يحب لما لا نزوجه تلك الفتاة حتى يعيش سعيدا ويزيد عطاؤه فربما حرمانه ممن يحب يجعله تعيسا وبالتالي لن يهتم بأبحاثه العلمية
وشؤون دولتنا المتحضرة
اثار مرشلوا بلبلة من حديثه جعل الجميع في وضع محرج مما قاله فهي بالنسبة لهم من أرض متخلفة حضاريا وفكريا
ولكنهم سكتوا من اعتراضهم حينما رد عليهم القائد جيون
= سأفكر في الاقتراحين وسوف أخبركم فيما بعد
أما بالنسبة للباقين المدعو علاء مختار وذلك التافه جمال وقبطانهم عماد سوف يكونون تحت أعيننا حتى نقرر هل نسخرهم لخدمة وطننا أم نلقي بهم في قاع المحيط مرشلو أريدهم تحت مسئوليتك فلقد رأيتهم من شاشتي وهم يخططون للهرب يظنون أنهم مازالوا على أرضهم المتخلفة
وبعد انتهاء الاجتماع
خرج مرشلوا وقلبه يتألم من وضع أميران فهو صديقه الحميم ولا يعلم مصيره مع فتاته مدلين كم يتمنى مساعدته وكم يتمنى لو أنهما يتزوجان فهي أمنية صديقه الذي عشق الفتاه حينما كان يراقبها منذ سنوات عديدة والذي عرفها من شاشته المراقبة التي يعمل عليها ليراقب تحركات العالم الآخر والذي كان يعمل عليه أبحاثه الفكرية والعلمية لمعرفة آخر ما توصلوا له من علم ضئيل جدا بالنسبة لحضارة أرضه
ولقد عاتب مرشلو أميران حينما رأى تعلقه بالفتاة
= أميران أنت تعلم أنها مجرد فتاة من عالم متخلف حضاريا ولن يتقبلها أحد على أرضنا لو فكرت في إحضارها بل وربما تحاكم لو فكرت في معاشرتها وأنجبت منك أنها قصيرة القامة وانت تعلم مواصفات السيدة التي يجب ان تقترن بها ؟
هتف أميران بقلب ملهوف
= أنت من تقوم بعتابي الم تحب تلك التافهة الأمريكية
جانيت وقد قمت بمعاشرتها من عشقك بها وقد كانت على غير مواصفات قوانيننا ؟
= نعم ولكني ألقيت بها في قاع المحيط بعدما اكتشفت أنها لصة سرقت أشياء تخصني

رد أميران نافرا
=بل لأنك لم تحبها أبدا هذا عمل إجرامي تستحق أن تلقى بسببه في ارض الخطايا ولكن خسارة أن قوانين أرضنا لا تعاقب شعبها وتلقيهم هناك
ولا تعتبرها إلا عبث لمجرد أنهم من أرض العالم الآخر ولا قيمة لهم ولكني أحببت مدلين ولن أفعل معها ما فعلته أنت مع جانيت الأمريكية
فقال مرشلو متهكما
= حسنا هل تحب فتاة لن تعاشرها أبدا؟
= ولما افترضت أنني لن أعاشرها وهل يكمن الحب بلا معاشره ؟
= نعم فأنت تحبها من قلبك فهل ستحترم دينها
فهي تعتنق دينا يدعى إسلام وهو يحرم معاشرة رجل لفتاة دون قران كما أن من قوانينه عدم تزوج الفتاة شابا ليس من دينها........فهل ستحترم دينها المتمسكة به
فتراعي مشاعرها وتحترم قوانين دينهاوتدخل لدينها ثم تقترن بها أولا ؟ هذا إن حدثت معجزة ووافق القائد على تزويجك بفتاة طولها 162 سنتمترا
وأطلق مرشلو ضحكة ساخرة
صمت أميران وأطرق رأسه ولم يجب .......
-4 -
سجن المذنبين
أستيقظ المهندس كمال وأخذ يتقلب على فراشه الوثير
وفتح عينيه ليجد نفسه في غرفة تفحصها بعينيه ولكنها
برغم أنها فاخرة إلا أن نوافذها تبدو كأنها نوافذ طائرة قديمة الطراز قام وأخذ يتفحص الغرفة وفعلا وجد أنها غرفة داخل طائرة فرك عينيه وقام يتجول فيها
أنها طائرة مقسم ممرها إلى غرف .......
أسرع كمال ينظر من نافذة الطائرة ووجد خارجا عالم من البشر فمنهم الذي يبيع ومنهم واقف يغني ومجتمع حوله الكثيرين يستمعون له وهم سعداء يضحكون ويصفقون له ولكن المكان فوضى به كل شيء وكأنه مهرجان فهناك حدائق وبجوارها مسارح مفتوحة ......خمارات .......محلات تجارية .فخمة جدا
دب الخوف في قلب كمال وأخذ يعيد النظر فيما حوله
لمح على جدار الغرفة صورا أقترب لكي يرى صورا
لأشخاص لا يعرفهم ولكنه لم يكمل وأسرع يبحث عن باب هذه الطائرة وعندما وجده أسرع وفتحه وخرج مسرعا بعد أن نزل من سلما كان أمام الطائرة
ليجد ها طائرة ركاب قديمة الطراز جدا أخذ يلتفت حوله في هلع وهو لا يعلم في أي أرض هو .....كل ما يعلمه انه مازال على قيد الحياة ولم يمت
أقترب أكثر من الطائرة ليصعق من هول المفاجأة عندما قرأ أسمها
وأصبحت الأسئلة تدور في رأسه
أين هو ؟ وما هذا المكان ؟ وما أتى بهذه الطائرة هنا؟
لقد اختفت منذ سنوات ولم نعلم لها أثرا أنها
طائرة الركاب البريطانية) "ستار أريل ) التي اختفت في عام 1949م نعم أنه يتذكرها جيدا لقد اختفت داخل مثلث برمودا ........ولم يجدوا لها أثرا كاد يفقد عقله وأخذ يتساءل أين هو ؟
أخذ يلتفت حوله وراح يتجول بين الناس ولكنه يشعر أن الناس من حوله لا يلتفتون إليه وكأنه شبح يمر بينهم
في أية دولة هو ؟؟ في أي بلد ؟؟ في أي عهد ؟ وأثناء ذلك
توقفت قدماه وكأنها شلت من هول المفاجأة .....
عندما رأى قاربه الذي رحل به رامز علام
ثابت في الأرض أمامه أسرع يجري فرحا بعد أن أفاق من هول الصدمة وصعد للقارب كي يبحث عن الدكتور رامز ولكن ......ما أن قفز داخل القارب حتى وجد فوهة رشاش مسلطة على وجهه تراجع وقد رفع يده بلا تردد وبحذر حينما سمع أحدهم يقول
أرفع يدك للأعلى وإلا ........
قال بحذر وبهدوء من أنت هذا قاربي
أطلق الرجل ضحكة ساخرة مستهترة قائلا بتهكم
=قاربك ؟...
= نعم هو ملكي وأنا مخترع هذا القارب واعلم كل صغيرة وكبيرة فيه
أطلق الرجل ضحكة أكثر سخرية من قبلها وقال
= جميل جدا حسنا هيا إلى الداخل كي تعلمني كيف يعمل جهاز التكييف
وسحب المهندس كمال بعنف شديد وألقاه داخل أحدى الغرف وأغلق عليهما ......وقف كمال
أخذ يصرخ في وجهه بكل شجاعة قائلا
= أسمع أيها الرجل لقد تعرضت للموت أكثر من مرة ولا يهمني أن أتعرض له ثانية قل لي أين أنا وما هذا المكان الغريب
فرك الرجل ذقنه وأخذ يتأمل هيئته ثم قال
= يبدو أنك السجين الجديد هنا أيها الغريب
هتف كمال في قلق سجين ؟؟؟؟
= رد الرجل بعد أن أرخى سلاحه
قالوا لي أن هناك سجين جديد أتى بتوصية خاصة من قائد هذا السجن يبدو أنه أنت إذن .......
أما زلت لا تعلم أين أنت ؟ مسكين .....حسنا
من أية دوله أنت من العالم الآخر؟ وما أسمك ؟
رد كمال في تردد
= العالم الآخر ؟ ...أنني من سوريا وأدعى كمال
رد الرجل وقد فتح يعينه وأسرع يقول
=نعم .......إذن أنت ذاك المعلقة بطاقتة في قمرة القيادة إذن الآن تأكدت أنك صاحب هذا القارب
ولكن هذا المكان للمجرمين فقط وأصحاب النزوات
ما الذي ألقى بك إلى هنا ؟؟
سئل كمال وقد أخذ القلق منه كل مأخذ
أين أنا أيها الرجل أجب على سؤالي ؟
أخذ الرجل يحوم حوله ويتفحصه قائلا
= نعم أنت هنا .......... أنت هنا حيث الفساد حيث الخوف ....حيث عالم مجنون .....عالم كل المذنبون على الأرض هم الذين يعيشون هنا حيث الموت بلا أن يهتم بك أحد وإن عشت يجب أن تكون وحشا لكي تستطيع أن تبقى على قيد الحياة .......أنت أيها السجين الجديد .......أطرق الرجل رأسه في خبث ثم رفع رأسه وهو ينظر في عيني كمال
أنت على أرض الخطايا
 




انتظرونا قريبا


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق